الثاني من أبريل!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
السبت - 01 أبريل 2017
Sat - 01 Apr 2017
اليوم هو الثاني من أبريل، وهو اليوم الحقيقي للكذب، وليس اليوم الأول كما يعتقد الكذابون.
ففي اليوم الأول من أبريل يكذب الناس كذبات مكشوفة وتبدو صعبة التصديق. أما في اليوم الثاني من أبريل فإنهم يعتقدون أن الكذب قد انتهى بالأمس، وأن كل ما يسمعونه في نشرات الأخبار والصحف ومواقع التواصل حقيقة لا جدال فيها. والناس يعتقدون هذا لانتهاء «الاستظراف» العالمي وتعمد الكذب في أول أبريل. وهذا الاعتقاد هو الكذبة الكبرى التي تستمر حتى نهاية شهر مارس من العام القادم.
وقد اختلف كذابو العصر الحديث في الأسباب التي أدت إلى وجود هذا التقليد الأحمق في الكذب في أول أبريل، ولكن أحد الاحتمالات تقول «إن نشأته تعود إلى القرون الوسطى إذ إن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول، فيطلق سراحهم في أول الشهر، ويصلي العقلاء من أجلهم، وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين».
وهذا السبب بالتحديد يجعل من تحديد الأول من أبريل كيوم للكذب أمرا عديم الجدوى، فكل الأيام أصبحت أيام عيد للمجانين والمعتوهين، الذين أصبحوا يسيطرون على العالم بأكمله، وعلى العام بكامل أيامه ولياليه.
ولذلك فإني أعود إلى اقتراحي القديم الذي أكرره في كل أبريل منذ أن عرفت أنه يوم للكذب، وأقول إنه من المناسب تحديد يوم للصدق، فهذا سيكون أكثر إثارة؛ لأن الناس فيه سيحاولون تجربة الشيء الذي لا يفعلونه طوال العام. وقد يكون مناسبا أيضا أن يكون هذا اليوم احتفالا بالعقلاء والمفكرين الحقيقين، فيطلق سراحهم ويصلي المجانين من أجلهم لعلهم يهتدون إلى سبيل الرشاد ويتركون الصدق والتفكير ويعيشون كما يعيش السواد الأعظم من بني آدم.
وعلى أي حال..
حتى الصادقين يحتاجون إلى تبرير لجوئهم إلى الصدق ببعض الكذبات، فالكذب هو جواز العبور حتى للكلمات الصادقة. والكذب كائن جميل مسالم ولذلك لا يحتاج إلى «مزلقات» حتى يعبر إلى عقول وقلوب الناس. والحياة تتغير والمبادئ كذلك تفعل، فالصدق اليوم هو جهنم الحياة الذي ترمى فيه علاقات البشر.
ففي اليوم الأول من أبريل يكذب الناس كذبات مكشوفة وتبدو صعبة التصديق. أما في اليوم الثاني من أبريل فإنهم يعتقدون أن الكذب قد انتهى بالأمس، وأن كل ما يسمعونه في نشرات الأخبار والصحف ومواقع التواصل حقيقة لا جدال فيها. والناس يعتقدون هذا لانتهاء «الاستظراف» العالمي وتعمد الكذب في أول أبريل. وهذا الاعتقاد هو الكذبة الكبرى التي تستمر حتى نهاية شهر مارس من العام القادم.
وقد اختلف كذابو العصر الحديث في الأسباب التي أدت إلى وجود هذا التقليد الأحمق في الكذب في أول أبريل، ولكن أحد الاحتمالات تقول «إن نشأته تعود إلى القرون الوسطى إذ إن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول، فيطلق سراحهم في أول الشهر، ويصلي العقلاء من أجلهم، وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين».
وهذا السبب بالتحديد يجعل من تحديد الأول من أبريل كيوم للكذب أمرا عديم الجدوى، فكل الأيام أصبحت أيام عيد للمجانين والمعتوهين، الذين أصبحوا يسيطرون على العالم بأكمله، وعلى العام بكامل أيامه ولياليه.
ولذلك فإني أعود إلى اقتراحي القديم الذي أكرره في كل أبريل منذ أن عرفت أنه يوم للكذب، وأقول إنه من المناسب تحديد يوم للصدق، فهذا سيكون أكثر إثارة؛ لأن الناس فيه سيحاولون تجربة الشيء الذي لا يفعلونه طوال العام. وقد يكون مناسبا أيضا أن يكون هذا اليوم احتفالا بالعقلاء والمفكرين الحقيقين، فيطلق سراحهم ويصلي المجانين من أجلهم لعلهم يهتدون إلى سبيل الرشاد ويتركون الصدق والتفكير ويعيشون كما يعيش السواد الأعظم من بني آدم.
وعلى أي حال..
حتى الصادقين يحتاجون إلى تبرير لجوئهم إلى الصدق ببعض الكذبات، فالكذب هو جواز العبور حتى للكلمات الصادقة. والكذب كائن جميل مسالم ولذلك لا يحتاج إلى «مزلقات» حتى يعبر إلى عقول وقلوب الناس. والحياة تتغير والمبادئ كذلك تفعل، فالصدق اليوم هو جهنم الحياة الذي ترمى فيه علاقات البشر.