عبدالله حسن أبوهاشم

لماذا لم نستفد من توعية 33 عاما؟

الجمعة - 31 مارس 2017

Fri - 31 Mar 2017

في 12 مارس 2017 احتفلنا بأسبوع المرور الخليجي الموحد (33) تحت شعار (حياتك أمانة). وبالمناسبة، بدأت فعاليات أول حملة مرورية في عام 1984 تحت شعار (حزام الأمان) وسبق ذلك عقد الاجتماع الأول لمديري المرور لدول مجلس التعاون في مارس 1983. وكما هو معروف تقام في هذا الأسبوع من كل عام الفعاليات والاحتفالات والمعارض والأنشطة التوعوية وتعد فيه البرامج وترسم الخطط وتعقد الندوات والمحاضرات وتوزع فيه الكتيبات والمطبوعات ويشارك فيه عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية. ولطلاب وطالبات المدارس مشاركات فعالة ومتميزة ودور بارز وجهود واضحة وملموسة في المشاركة بهذه المناسبة، كل ذلك بهدف توعية وتثقيف المجتمع وغرس المفاهيم الصحيحة المتعلقة بوسائل الأمن والسلامة المرورية والتعريف بأنظمة السير وقوانين المرور للحد من الحوادث داخل المدن وخارجها، حفاظا على أرواح الناس وممتلكاتهم.



أحد الأصدقاء تفضل علي مشكورا بفكرة هذا المقال، حيث طرح علي هذه الأسئلة قائلا: لنا ثلاثة وثلاثون عاما ونحن نحتفل في كل عام بأسبوع المرور، يبذل في هذه المناسبة الكثير من الجهد والوقت والمال، لكن قل لي بالله عليك، ماذا استفدنا من جهود هذه السنوات الطوال؟ هل غيرت فينا شيئا؟ هل استفدنا منها وقطفنا ثمارها؟ هل حققت أهدافها وارتفع معدل الوعي ومستوى الثقافة المرورية عند الناس؟ هل انخفضت نسبة الحوادث؟ طبعا لا، والدليل، اقرأ الإحصائيات التي تنشرها الإدارة العامة للمرور ونقرأها في وسائل الإعلام عن عدد الحوادث اليومية، وأعداد المتوفين والمصابين، الأرقام كبيرة جدا، ومفزعة ومخيفة ومؤلمة.



أسئلته وجيهة، بالفعل، يفترض مقابل هذه الحملات التوعوية التي تقام سنويا أن يكون معدل الوعي ومستوى الثقافة المرورية عند الناس قد ارتفعا، وبالتالي، تقل نسبة الحوادث، وتنخفض معها إعداد الوفيات والمصابين، عاما بعد آخر. لكن الواقع المحزن لا يعكس ولا يدل على ذلك، وهذا يعني أن كل الجهود التي بذلت، وما تم عمله في أسابيع المرور على مدى ثلاثة وثلاثين عاما، قد ذهبت سدى، ودون فائدة ولم تحقق الأهداف المنشودة. أسئلة صديقي وجيهة وجديرة بالاهتمام والبحث والمناقشة.