فقيه الدراكولية الخارجية.. مرشد الدكتاتورية الداخلية

الخميس - 30 مارس 2017

Thu - 30 Mar 2017

(أن تقتل أكثر كي تصبح إيرانيا) هذه مقالة يفترض أن تأتي ضمن سرد متسلسل تتعلق بما يرصده المتأمل، في حال إيران وما يدعوها للتطفل، بقيادة «فقيه مرشد» تعبد بإشعال الفتن وبالقتل تنفل، فشهادة للتاريخ يجب أن تسجل، وما أنا عليهم في ذلك بمتقول.

وشهد شاهد من أهلها، هذه المرة بلسان مرشدهم خامنئي الذي قال مؤخرا بمنح الجنسية الإيرانية للعصابات الإرهابية المستأجرة من أفغانستان لمساعدة الدفعات المتتالية لجيشه وعناصر بؤرة لبنان السرطانية «حزب زميرة» من أجل سفاح الشام لقتل شعبه الأعزل، وربما قريبا سنسمع شمول هذا القرار للمخلوع في اليمن وبقايا ميليشيات الحوثي ومن استعانوا بهم من المرتزقة بعد أن تلفظهم أرض اليمن السعيد، وتضيق على من خانها وتآمر على شعبها وجيرانه حتى تتعافى وتعود بحال أفضل.

وبالعودة للقرار الذي سيجعل من إيران بسبب مرشدها وجهة الفارين من وجه العدالة، ومما سيحفظه التاريخ أيضا دليلا على ذروة سنام فقهية فقيه الفرس وأتباعه: أن دماء الأطفال والعزل في الشام واليمن والعراق وغيرها هي شرط يمنحك الحصول على الجنسية الإيرانية المضرجة بالدماء، ليثبت الفقيه على نفسه وعلى ملاليه أن استمراريته في العيش لا تتحقق إلا بديمومة سفك الدم هنا أو هناك بتعطشه «الدراكولي» لدماء المسلمين العرب، وأنه أحد أسرار بقائهم كما يبدو يا حضرة التاريخ.

أما لديهم داخليا فليس حال الشعب المغلوب على أمره بأفضل فقد استمرت الاعتقالات في احتفالات رأس السنة مؤخرا، وكانت فرصة للمنددين بسياساته من بعض الشرائح الهاتفة بالموت ليس لإسرائيل ولا أمريكا هذه المرة بل لنظام ولاية الفقيه وللملالي، فقوبلوا بمهرجان من الاعتقالات التعسفية وهم أكثر من يعلم بمدى دكتاتورية مرشدهم وقاداته.

فلقد بات جليا رفض شريحة شعبية واسعة في الداخل الإيراني لهذا النظام الذي بقدر قتله للأبرياء في الخارج كتم وأزهق الأحلام والأرواح في الداخل لكل من يعترض أو يفكر في مصير جيله والأجيال القادمة، تلمس ذلك في مواقع المعارضة للنظام من داخل إيران وخارجها، والخروج في الشوارع في أي مناسبة وإحراق الصور التي ظلت لعقود تحظى بالقداسة المطلقة للخميني وخامنئي وغيرهما من الملالي الذين لم يقدموا للوجود سوى الفتن والدماء، والقمع والمشانق، فالاعتراض من الركاب في حافلة يقودها شخص لا يراعي أبسط أبجديات الطريق الإنساني ويدهس المارة من أمامه، ويذهب بقيادتهم إلى المجهول لا شك سيجعل الركاب على أقل تقدير يتوقعون نهاية غير سارة في أية لحظة فيصرخون به أو ربما تقاذفوا من النوافذ ولو استطاعوا استبداله لما توانوا في ذلك للحظة حفاظا على حياتهم ومستقبلهم قبل غيرهم.

وهذا أبسط تشبيه على الحال خلف مقود سياسي لبلد يتولى إدارته من منح نفسه الفقهية المزعومة والتي لا يرى من نسكها إلا الدماء والبغضاء أو إشعال الفتن أو باستئجار القتلة ودعم المفسدين في الأرض من الميليشيات الإرهابية وزرعهم في أقطار العالم العربي كورم خبيث يصعب تجانسه مع بقية الجسد الشعبي في أي بلد زرع فيه، طالما يدار من قيادات قم التي لا تعبأ بالفوضى ولا بالقاتل ولا بالمقتول طالما الدماء عربية والمنح السكنية في الجنان مع الغفران للاتباع مضمونة، والجنسية الإيرانية ممنوحة والدمار ليس في بلادهم.

وربما أن الوقت قد حان ليدرك نظام ولاية الفقيه أن ما اقترفت يداه لا بد أن يرتد إليه، ولمجرد أن تتضح الصورة بعد سقوط أقنعة الفقيه بلسانه وجرائمه، قناعا تلو الآخر، ويتزايد مؤشر اتفاق المصالح بين ضحايا «دكتاتوريته» المواجهة للداخل الإيراني، وضحايا «دراكوليته» الواقعة بتوجهه ودعمه في خارج حدوده، فلن يبقى عندها سوى نصب المشانق لتلتف هذه المرة حول أعناق نبتت من سفك دماء الأبرياء، يليها استكمال تطهير البلاد العربية من البؤر المؤذية التي زرعتها ولاية الفقيه كأحزاب عاثت في الأرض فسادا، وتريد من العباد تبعية العمي الصم البكم، لمصلحة أهل العمائم في قم.