الوطنية.. الملاذ الأخير للدرباوية!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 30 مارس 2017
Thu - 30 Mar 2017
يقال إن عبارة «في الحقيقة» تكون مقدمة لكذبة متنكرة في ثياب الصدق، وفي الحقيقة أني أميل إلى تصديق هذه المقولة، ولذلك أستخدمها كثيرا.
والحقيقة هي ليلى الكلام، التي يدعي الكل وصالها، بينما هي ـ في الحقيقة ـ لا تقر لهم بذاك.
والكاذب الذي يعلم أنه يكذب أمره هين، وعلاجه ليس معقدا ولا متعبا للطبيب المداوي، ولكن المشكلة الكبرى والمعضلة التي يستعصي حلها هي أن يكون الكاذب مؤمنا بأن ما يقوله هو الحق، وأن الصدق حين طاف بالمعمورة لم يجد إلا خلده وضميره ليستقر فيه.
وهذا النوع من الكذب هو أحد أخطر أنواع الجهل، فهو كذب لأنه غير حقيقي، وحامله جاهل لأنه يظن أنه الحقيقة.
ولذلك فإني أعتقد أن أخطر أنواع الشرور هي تلك التي يلبسها أصحابها ثياب الفضيلة، التي يؤمن حاملوها بأن من يخالفهم عدو للفضيلة، مجاف للحق بعيد عن سبيل الرشاد.
ومن أبرز أمثلة ذلك العنصرية البغيضة التي ترتدي ثياب الوطنية الزاهية الجميلة، فتجد المصاب بهذا الداء يحتقر كل أمم الأرض، وهو مؤمن إيمانا لا يخالطه شك بأن ذلك من تمام الوطنية، وأن كراهيته للآخرين محبة لوطنه. ثم يزيد على ذلك أن يعتبر وطنية كل كاره لبضاعته محل شك، ومن أنكر عليه فهو كاره للوطن لا كاره لعنصريته.
والمحبط أن هذه السلوكيات غير السوية المغلفة بقيم عليا نبيلة تتنامى كورم سرطاني، أصبح كل من يشير إليها ولو على استحياء مرمى لنيران الإقصاء والتخوين والشتائم المبررة بالدفاع عن الدين والوطن.
وعلى أي حال..
يقال بأن الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد، وأضيف إلى ذلك وللأنذال والدرباوية أيضا، لأن الوطنية فعل وليست مجرد كلمات ولا أغنيات. والذي يميط الأذى عن الطريق حبا في الناس وفي الطريق أكثر وطنية من الذي يتغنى بالوطن ودق الخشوم في الأغاني والشيلات، بينما هو في واقعه عالة على أهله والوطن والناس والشوارع والأشجار والهواء والماء.
[email protected]
والحقيقة هي ليلى الكلام، التي يدعي الكل وصالها، بينما هي ـ في الحقيقة ـ لا تقر لهم بذاك.
والكاذب الذي يعلم أنه يكذب أمره هين، وعلاجه ليس معقدا ولا متعبا للطبيب المداوي، ولكن المشكلة الكبرى والمعضلة التي يستعصي حلها هي أن يكون الكاذب مؤمنا بأن ما يقوله هو الحق، وأن الصدق حين طاف بالمعمورة لم يجد إلا خلده وضميره ليستقر فيه.
وهذا النوع من الكذب هو أحد أخطر أنواع الجهل، فهو كذب لأنه غير حقيقي، وحامله جاهل لأنه يظن أنه الحقيقة.
ولذلك فإني أعتقد أن أخطر أنواع الشرور هي تلك التي يلبسها أصحابها ثياب الفضيلة، التي يؤمن حاملوها بأن من يخالفهم عدو للفضيلة، مجاف للحق بعيد عن سبيل الرشاد.
ومن أبرز أمثلة ذلك العنصرية البغيضة التي ترتدي ثياب الوطنية الزاهية الجميلة، فتجد المصاب بهذا الداء يحتقر كل أمم الأرض، وهو مؤمن إيمانا لا يخالطه شك بأن ذلك من تمام الوطنية، وأن كراهيته للآخرين محبة لوطنه. ثم يزيد على ذلك أن يعتبر وطنية كل كاره لبضاعته محل شك، ومن أنكر عليه فهو كاره للوطن لا كاره لعنصريته.
والمحبط أن هذه السلوكيات غير السوية المغلفة بقيم عليا نبيلة تتنامى كورم سرطاني، أصبح كل من يشير إليها ولو على استحياء مرمى لنيران الإقصاء والتخوين والشتائم المبررة بالدفاع عن الدين والوطن.
وعلى أي حال..
يقال بأن الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد، وأضيف إلى ذلك وللأنذال والدرباوية أيضا، لأن الوطنية فعل وليست مجرد كلمات ولا أغنيات. والذي يميط الأذى عن الطريق حبا في الناس وفي الطريق أكثر وطنية من الذي يتغنى بالوطن ودق الخشوم في الأغاني والشيلات، بينما هو في واقعه عالة على أهله والوطن والناس والشوارع والأشجار والهواء والماء.
[email protected]