جولة ملك الحزم.. حنكة وسياسة عزم

الأربعاء - 29 مارس 2017

Wed - 29 Mar 2017

القراءة العميقة من لدن ملك الحزم سلمان بن عبدالعزيز لواقع أليم وقادم أكثر جنوحا نحو التربص بالعالم الإسلامي وبخاصة العربي منه جعلت النظرة أكثر بعدا والبصيرة أكثر حدسا وتوقعا لما يحيكه المتآمرون هنا وهناك على الأمة الإسلامية.

وكما أشرنا سابقا، بالأخص الدول العربية منها، وعلى رأسها السعودية دولة الإسلام والسلام، ولأن قائد هذا الوطن فطن كثيرا لأبعاد تلك اللعبة (القذرة) ونوايا لاعبيها فكان نتاج تلك الفطنة قرار الجولة، جولة ذات حكمة ورؤية أكثر عمقا ترسخ متانة العلاقات مع الدول الصديقة والإسلامية بخاصة التي ترتبط ببعضها بعلاقة الدين العظيم، علاقة أساسها (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، رابط (العروة الوثقى)، الإسلام الذي يظل دوما أكثر قدرة على احتواء المسلمين جميعا في خندق واحد، وتحت راية واحدة مشتركة تجمع المسلمين في صف واحد.. يثير غيظ وأحقاد الطامعين والحاسدين والمتربصين بالأمة الإسلامية، سواء ممن يدعون أنهم مسلمون أو من أعدائها الآخرين على اختلاف أديانهم ومللهم المختلفة، إلا أنهم جميعا اجتمعوا مؤخرا على وأد الإسلام والمسلمين في عقر دارهم وبشكل استفزازي يدل على نية الغدرة والأطماع الخبيثة!

فكانت جولة ملك الحزم التي سيخلدها التاريخ وسيذكرها كثيرا لأهميتها العظيمة، حيث جاءت في وقت يحتاج فيه المسلمون إلى الالتفاف حول بعضهم في تكتل إسلامي منيع يصعب اختراقه، سواء بغرض الإثارة والاضطرابات، أو بغرض الفتنة بين قادته وخاصة من بلد الفتنة وزعيمة الإرهاب (إيران المجوس) التي أثارت حفيظتها كثيرا وكثيرا جدا جولة ملك الحزم التاريخية، لإدراكها بإن جولة مثل هذه ستحرك كثيرا من الأوراق الرابحة لصالح الأمة الإسلامية، وهذا شيء لم تكن ترغب فيه أو تتوقعه (طهران الإرهاب) وأعوانها هنا وهناك، فقد سعت كثيرا لتفتيت كل روابط الأخوة والتواصل بين دول العالم الإسلامي أجمع لتنفرد (بالملعب) وتواصل (اللعب) بأوراق الفتنة: الإرهاب.. الثورة العبثية.. سعيا لتتوغل في داخل جسد الأمة الإسلامية وتنشر سمومها في شرايينه، وكل ذلك من خلف (قناع الإسلام) الذي ترتديه، واسمه الذي هو الآخر أصبح بريئا من أعمالها وأقولها وتدخلاتها في الشأن الداخلي لدول الجوار بغرض تمهيد الطريق لأجندة أطماعها التوسعية في العالم العربي.

ولقد ظنت، بل أيقنت أن جميع اللاعبين بإمرتها، وأن اللعب يسير تبعا لخططها ومؤامراتها الشيطانية لتفاجأ .. لتصدم .. لتنحر من الوريد للوريد بجولة ملك الحزم صاحب الرؤية البعيدة التي كشفت مخطط أحقادهم منذ بدايتها التخريبية والتحريضية هنا وهناك، ولكن فطنة ملك الحزم كانت له بالمرصاد أولا من خلال عاصفة الحزم .. ولو تساءلنا عن الجولة ونتائجها الإيجابية مبدئيا لوجدنا الإجابة على سؤال كهذا حاضرة وبشكل واضح من خلال ذلك الإجماع الإسلامي على حقيقة (الخطر الإيراني) على العالم الإسلامي، والذي أشارت إليه السعودية وحذرت من خطورته. وقد حظي هذا التحذير بإجماع من الدول الإسلامية، حيث أجمعت على محاربة هذا الخطر، مما يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك قدرة ملك الحزم على إعادة ترتيب أوراق الأمة الإسلامية نحو الالتفاف والتكتل والتحالف في زمن التحالفات والتكتلات الشيطانية والأطماع المجوسية المتربصة بالأمة الإسلامية كلها.

آخر كلام:

يا ملك فيك من كل الشمايل سجية

حكمة القايد اللي شيد أركـان داره

تعترف لك عربنا والعجم بالـعـطية

إنك النجم ساطعة في مجرة مداره

والشعر لاطرابك فله حرفه هدية

في مديحك ينال العز ثوب الجداره