العنوسة في المجتمع العربي

الثلاثاء - 28 مارس 2017

Tue - 28 Mar 2017

تعتبر العنوسة ظاهرة اجتماعية تفشت بمجتمعاتنا العربية، وهذه المشكلة تقف وراءها عوامل عديدة مثل تكاليف الزواج الباهظة، ومنها المهور الغالية التي تدفع إلى العزوف عن الزواج. أضف إلى ذلك بعض العوامل النفسية عند بعض الفتيات اللواتي يترفعن عن بعض الراغبين في الزواج بسبب مستواهم الثقافي أو التعليمي وكذا الاجتماعي، وينشدن مواصفات خاصة في فتى أحلامهن ويطول انتظار الواحدة منهن حتى تدخل في مرحلة العنوسة. كما أن هناك بعض الفتيات اللواتي يرغبن في التحصيل العلمي ونيل الشهادات العلمية، أو يمارسن مهنا معينة، ويسير القطار بهن إلى طريق العنوسة دون أن ينتبهن لذلك. ومن الأسباب كذلك سمعة بعض العائلات وخوف الارتباط ببناتهم، ولا ننسى الانفتاح الإعلامي والعلاقات بين الجنسين، وعزوف بعض الشباب عن الزواج من بنات البلد، وطلبهم الارتباط بالأجمل أو الأرقى أو كما يظنون هم. أضف إلى ذلك الانحلال الأخلاقي الذي أصاب ثلة من الشباب والذي سبب لهم العزوف عن الزواج.. كل ذلك وأكثر من الأسباب التي فاقمت ظاهرة العنوسة.

كما أن هناك دورا لإلحاح والد الفتاة بالسؤال عن «طالب القرب» في عمله وهل يسافر، ويتدخل حتى في حياته الشخصية. والحق أن هذا الأسلوب أصبح ليس طلب زواج بل أصبح كأنه مجال توظيف، ولم يبق إلا طلب السوابق.

هذا في رأيي ما يجعل الشباب يتأخر أو يعدل معظمهم عن فكرة الارتباط، بل يفضل الزواج من خارج بلده.

وأرى الحل في الرجوع للشرع وللسنة، ونعمل بالحديث النبوي الشريف القائل: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.

وحتى لا تغطي سلبيات الزواج على إيجابياته، يجب على وجهاء المجتمع ورجال الدين النظر لهذه الظاهرة بعين الاعتبار ليتم تكوين أسرة متماسكة، وحتى لا يستمر الطلاق بأعلى معدل في العالم العربي، فنتيجة الخلافات الزوجية هي بلا شك غربة الأطفال بأحضان الأهل.