عبدالله حسن أبوهاشم

الوناسة في تعليق الدراسة!

الجمعة - 24 مارس 2017

Fri - 24 Mar 2017

من يشاهد مطالبنا وحرصنا الشديد على تعليق الدراسة أثناء التقلبات الجوية، خاصة عند التوقعات بهطول أمطار، أو اجتياح موجة غبار لبلادنا، والفرحة والسعادة اللتين تغمران الجميع عند سماع خبر التعليق، من يرى ذلك ولا يعرف الحال المؤسف لمدارسنا، ويجهل حقيقتها ووضعها من الداخل، الذي لا يسر، يتصور الآتي:



يتصور أن مدارسنا ـ بنين وبنات ـ في قمة وفي غاية الانضباط والالتزام، وأن أشد وأصعب ما فيها أن يغيب الطالب والطالبة أو المعلم والمعلمة، فلا تشهد غيابا كبيرا من قبل هؤلاء جميعا، بل هم وهن على درجة عالية من الحرص على المواظبة والحضور، بما في ذلك يوم الخميس، حتى إنهم من شدة حرصهم وانضباطهم يحضرون إلى المدرسة إلى آخر يوم في الأسبوع الأخير الذي يسبق كل إجازة، فلا يوجد غياب في هذا الأسبوع أبدا، فالحضور مئة في المئة، وأن العملية التعليمية تسير فيه بشكل طبيعي وعلى أحسن صورة، فليس لدينا أيام أو أسابيع ميتة، بل كلها حية ومليئة بالحيوية والنشاط، وليس نحن، بل غيرنا، من اخترع ما يعرف أو ما اصطلح على تسميته بالأسبوع الميت.



ويتصور أيضا أن أيام الدراسة عندنا طويلة، والعطل قليلة جدا، ولا يتخلل العام الدراسي أي إجازات، لدرجة نتمنى ونتطلع ونتشوق ولو ليوم واحد إجازة، يمنح لنا خلال العام الدراسي، نفرح ونسعد به، ويرتاح فيه الجميع طلاب وطالبات ومعلمون ومعلمات من التعب، بعد فترة طويلة من الحضور والانضباط والالتزام وعدم الغياب، والعمل الجاد الدؤوب المتواصل.



فكأن ليس لدينا إجازة منتصف الفصل الأول، ولا إجازة منتصف الفصل الثاني، التي تصادف الأسبوع القادم، ولا إجازة منتصف العام، وكل إجازة يسبقها فترة غياب تمتد إلى أسبوع، هذا بخلاف العطلة الصيفية، حتى أصبحنا مضرب المثل في كثرة الإجازات، ورغم ذلك نبحث عن أي فرصة للغياب. ولقد ذكرت ذلك في مقال سابق نشر في هذه الصحيفة بعنوان (خلال العام الدراسي ثمانية أسابيع إجازة وغياب)، الآن أضيفوا لها الأيام المعلقة، من (التعليق)، أو نخترع لها اسما جديدا فنحن (شاطرين) في اختراع المسميات، لتضاف وتضم إلى مثيلاتها من الأيام الميتة.