الرأسمالية طاعون الشعوب!

أنا مؤمن بأن من يشتري جهاز هاتف بنصف راتبه الشهري هو إنسان مريض ويحتاج علاجا نفسيا أكثر من حاجته للجهاز نفسه

أنا مؤمن بأن من يشتري جهاز هاتف بنصف راتبه الشهري هو إنسان مريض ويحتاج علاجا نفسيا أكثر من حاجته للجهاز نفسه

الأربعاء - 10 سبتمبر 2014

Wed - 10 Sep 2014



أنا مؤمن بأن من يشتري جهاز هاتف بنصف راتبه الشهري هو إنسان مريض ويحتاج علاجا نفسيا أكثر من حاجته للجهاز نفسه.

لكن المعضلة الآن أن هناك من يشتري هذا الهاتف بأضعاف دخله وليس بنصفه، وهذا الهوس المرضي الذي صنعته الآلة الرأسمالية يبدو أنه لا حدود له.

هنالك فقر، هذا صحيح، وهنالك حاجة لا تكفي لها معظم الرواتب، هذا صحيح أيضاً، ومفهوم ومبرر، لكن غير المفهوم أن تكون الأولوية لدى من يعانون من شظف العيش هي الحصول على هاتف قيمته ثلاثة آلاف ريال أو يزيد. هذا أمر غير مفهوم بالنسبة لي على الأقل.

ثم إن الأمر قد يبدو فيه شيء من المنطقية حين يكون من يدفع كل ما يملك لشراء جهاز هاتف يستخدم كل إمكانات هذا الجهاز ويستفيد منه إلى أقصى حد ممكن، لكن المستفز أن يكون مبلغ استخدامه للثروة التي بين يديه هو برنامج الواتس اب الذي يمكن أن يتوفر على جهاز بـ400 ريال، يحمل بين يديه جهازا دفع فيه ما يعادل راتب موظف متزوج من اثنتين يقسط للبنك ولشريطي السيارات الذي باع عليه سيارة بضعفي ثمنها، ومع ذلك فإنه يسأل الناس عن أشياء يمكنه معرفتها بواسطة الجهاز الذي بين يديه والذي أفنى فيه ماله!

وعلى أي حال:

الرأسمالية وخلق الحاجات «الوهمية» هي طاعون هذا العصر، والأمر لا يقتصر على منطقة أو شعب بعينه، هذه ظاهرة كونية يبدو أنها المرحلة التي تسبق نهاية العالم. وبما أن العالم سينتهي قريبا فلا مبرر لتوفير الأموال، ولا مبرر أيضا للشكوى من الفقر أو من ضيق ذات اليد ولا ذات الجيب ولا أي ذات أخرى!