الخيانة الناعمة والرقيب النائم
الجمعة - 17 مارس 2017
Fri - 17 Mar 2017
نبشت ذاكرة العمل في مقال سابق، وقلت إن للحديث بقية تتحرك على وقع تصاعد انتشار الأمراض الإدارية، نعم الحديث متصل، وفيه أنه سيبقى صدى كلمات ذلك الموظف العام الذي ظن بي خيرا يعصف بالذاكرة، وستبقى نبرة صوته الموزعة على مسارات الشعور بالظلم والإقصاء والانتقام تتحرك في نفسي ما حييت، وكأنها تحوم في مدى الأسئلة الساكنة قسرا بين جوانحه وفي المقدمة: أي ذنب جنيت؟ أظنه كان وما زال يحدث نفسه.. أحب وطني، وأحب هذه المدينة، نعم قدمت إليها للعمل وقدمت ما يستحق الإشادة، «لست من أهلها» غير أنه لا فرق عندي بينها وبين مسقط رأسي، الناس في كل الوطن سواسية.
لا شيء في المشهد أبرز من ملامح الأوجاع وتسرب مخزون الثقة، ولا سبيل لغير إشعال جذوة الأمل في نفسه، حتى وإن سجل انحباس عبرته موقعه في مربع اليأس، أو تعثرت كلماته على أعتاب الإحباط.
أذكر جيدا محاولتي تعزيز دافعيته بأدوات التأكيد على حقيقة طهارة الشريعة من الظلم والتعسف أيضا ليكون الحق وهو الحق مقيدا بحسن استعماله، وزدت في ملامسة محاسن النظام في بلادنا من انحيازه للعدالة وحماية النزاهة إلى تجريم استغلال السلطة الوظيفية في أي منحى يحرف المصلحة العامة عن وجهتها الصحيحة، وقد قصدت تحفيزه بداية على مناقشة المسألة مع صاحب القرار الذي أوجعه، ولربما أوجع غيره من الكفاءات الوطنية بقرارات مماثلة فور تقلده مهام إدارة المنشأة، ليت وعسى أن يفيق من غيه وتتعطل برمجة القرارات على عيوب الغايات.
الخلاصة، لا إخلاص الموظف شفع له، ولا حتى تميزه المشهود له من ديوان الوزارة التي ينتمي إليها، وهو العائد للتو من محفل تكريم المتميزين.
يبدو أن النية مبيتة والأهداف رخيصة.
الشعور بالغبن يملأ المكان، ليس لمصادرة الجهود والتعدي على الحقوق فحسب، بل لما هو أكثر، وهل ثمة ما هو أكبر من شعور الإنسان بالاختلاف في المعاملة، هنا يتسع المجال لتوليد الأسباب. حتى اللحظة لا أعلم إن كان الموظف أو غيره قد سلك طريق البحث عن العدالة، رغم قصر المسافة بين من يبحث عنها وأهلها والأنصار، وعلى ذمتي المسافة قصيرة جدا والأبواب مفتوحة.
في الختام، أوجه بوصلة الحديث لأولئك الذين يلوحون بورقة المظلومية ليلا، ويستعملون سلطة الوظيفة نهارا لإلحاق الضرر بالآخرين تحت شعار المصلحة العامة كغطاء لتمرير القرارات الإدارية المشحونة بالغايات الشخصية، المصبوغة بكل لون خبيث، اخجلوا من ممارسة الخيانة الناعمة لطعن الوطن وإثارة المجتمع، وتذكروا أنه عاجلا أو آجلا سيسقطكم القانون وتنالون العقاب، كفى. وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]
لا شيء في المشهد أبرز من ملامح الأوجاع وتسرب مخزون الثقة، ولا سبيل لغير إشعال جذوة الأمل في نفسه، حتى وإن سجل انحباس عبرته موقعه في مربع اليأس، أو تعثرت كلماته على أعتاب الإحباط.
أذكر جيدا محاولتي تعزيز دافعيته بأدوات التأكيد على حقيقة طهارة الشريعة من الظلم والتعسف أيضا ليكون الحق وهو الحق مقيدا بحسن استعماله، وزدت في ملامسة محاسن النظام في بلادنا من انحيازه للعدالة وحماية النزاهة إلى تجريم استغلال السلطة الوظيفية في أي منحى يحرف المصلحة العامة عن وجهتها الصحيحة، وقد قصدت تحفيزه بداية على مناقشة المسألة مع صاحب القرار الذي أوجعه، ولربما أوجع غيره من الكفاءات الوطنية بقرارات مماثلة فور تقلده مهام إدارة المنشأة، ليت وعسى أن يفيق من غيه وتتعطل برمجة القرارات على عيوب الغايات.
الخلاصة، لا إخلاص الموظف شفع له، ولا حتى تميزه المشهود له من ديوان الوزارة التي ينتمي إليها، وهو العائد للتو من محفل تكريم المتميزين.
يبدو أن النية مبيتة والأهداف رخيصة.
الشعور بالغبن يملأ المكان، ليس لمصادرة الجهود والتعدي على الحقوق فحسب، بل لما هو أكثر، وهل ثمة ما هو أكبر من شعور الإنسان بالاختلاف في المعاملة، هنا يتسع المجال لتوليد الأسباب. حتى اللحظة لا أعلم إن كان الموظف أو غيره قد سلك طريق البحث عن العدالة، رغم قصر المسافة بين من يبحث عنها وأهلها والأنصار، وعلى ذمتي المسافة قصيرة جدا والأبواب مفتوحة.
في الختام، أوجه بوصلة الحديث لأولئك الذين يلوحون بورقة المظلومية ليلا، ويستعملون سلطة الوظيفة نهارا لإلحاق الضرر بالآخرين تحت شعار المصلحة العامة كغطاء لتمرير القرارات الإدارية المشحونة بالغايات الشخصية، المصبوغة بكل لون خبيث، اخجلوا من ممارسة الخيانة الناعمة لطعن الوطن وإثارة المجتمع، وتذكروا أنه عاجلا أو آجلا سيسقطكم القانون وتنالون العقاب، كفى. وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]