جرام ذهب خير من العلاج

الخميس - 16 مارس 2017

Thu - 16 Mar 2017

السمنة (ABCD) داء تترتب عليه الأمراض المزمنة، فإذا كانت الخمر أم الخبائث فالسمنة أم المصائب على الجسد.

لا تقل نسبة من يعانون من زيادة الوزن في مجتمعنا عن 40%‏، ونعزو ذلك إلى علاقة عكسية مؤسفة دائمة بين الأكل غير الصحي وانعدام أو قلة النشاط البدني.

أعجبت بالفكرة الخلاقة التي أعلنت عنها حكومة دبي، والتي غيرت لدي قناعة أن الوقاية خير من العلاج إلى جرام ذهب خير من العلاج، فمثلا لو خسرت 30 كجم (ونعم الخسارة) فمكافأتك على الأقل خمسة آلاف ريال. ونعم المرابحة المشتركة بين ميزانية الصحة والصحة العامة ومريض السمنة، والخاسرون البائسون هم الأمراض الناتجة عن السمنة وتكاليف علاجها المرهقة على مستوى الفرد والحكومات، وأفكار الخصخصة الجائرة بحق المواطنين وغير المدروسة، وسكاكين شركات التأمين المنتظرة بفارغ صبرها جسد وجيب المواطن الغلبان.

في دراسة علمية أمريكية بينت أن معدل ما ينفقه الشخص السمين على سمنته حوالي 2800 دولار سنويا مقارنة بصاحب الوزن المثالي.

وتكلف السمنة والأمراض الناتجة عنها قرابة 20.9%‏ من ميزانية الصحة الأمريكية. وآخر دراسة علمية أثبتت أن زيادة الوزن تزيد فرص الإصابة بأحد عشر نوعا من السرطان. فالسمنة والوزن الزائد خسارة مادية على مستوى الفرد والحكومات والصحة العامة.

أعجبتني حملة رشاقة وأهدافها في مكافحة السمنة بين طلاب المدارس. وهي خطوة جميلة لتعزيز الصحة وتنميتها بين أجيال المستقبل الواعد، ولكن كنت أتمنى وجود أفكار جديدة ومبتكرة ومحفزة بأيدي كوادر شابة وعقول متفتحة وطموحة، بدلا من إشراك عقول من نحتت أفكارهم عوامل التعرية والزمن، ويا لها من فرصة أن نجد بعد إعلان رؤية 2030 شيئا يدعو إلى التفاؤل على أرض الواقع القريب، بدل الوعود المستقبلية المنتظرة. لم لا يبدعون بفكرة محفزة ولو بـ 50 ريالا لكل طالب ينقص كجم واحدا، أو حتى بيوم ترفيهي في الملاهي لمن ينقص وزنه، خاصة أن تحفيز صغار السن وبث روح التنافس بينهم يؤديان للنتائج المأمولة في أسرع وقت، بدلا من المحاضرات المطولة وقطع الأوراق والمطويات التي مآلها المعروف دائما في صناديق النفايات.

نحن بحاجة إلى فكر واقعي متجدد يغرس في أجيالنا ويرسم لنا أفكارنا، وينفذ لنا رؤيتنا لنكون مجتمعا صحيا ومثاليا.

ختاما رسالتي إلى كل نفس بشرية: (لقيمات يقمن صلبه)، و(فامشوا في مناكبها).. جرام ذهب.. والوقاية خير من العلاج، وفي كل خير.

الأكثر قراءة