أسئلة الكتابة الخمسة: محمد الضبع

الثلاثاء - 14 مارس 2017

Tue - 14 Mar 2017

يكتب الشعر لينجو، ويترجم ليحافظ على لياقة الحياة، ويراهن على أن فعل الكتابة هو دعامة هذا العالم. "محمد الضبع"، في هذا الحوار يحدثنا عن علاقته الأصيلة بالكتابة، عن العبقرية والخفة في آن:



ماذا تكتب؟

كنت أكتب الشعر ولكنني توقفت عن كتابته، كتبته في اللحظة التي كان فيها مسألة حياة أو موت بالنسبة لي.



كنت أكتب كي أنجو، وهذا ما حدث فعلا، نجوت ولم أعد بحاجة لكتابة القصيدة فتوقفت.



كنت أشعر بأنه يجب علي اتخاذ موقف شعري من كل ما حولي، قبل أن أتقبل أفكار الحب والكره، التعايش والاختلاف، الصداقة والجمال، كان علي أن أصل إلى هدنة مع الوجود، كنت بحاجة لفرضية ما تجعلني قادرا على الانتقال للخطوة التالية كإنسان قادر على التعاطف والبذل.



قد يختار البشر الإيمان كفرضية لهم، قد يختار بعضهم الحب، وقد يختار آخرون التعليم والعمل ومشاغل الحياة، أما أنا فقد اخترت الشعر. الشعر كان المفسر الوحيد لتناقضات العالم في نظري، هو القول وعدم القول، الإفصاح والإخفاء.



لا أدعي أنني أفهم العالم الآن، وأنني متصالح مع كل ما حولي، لدي الكثير من الأسئلة والكثير من الإشكالات، لكنني في أفضل احتمال تحت تأثير مسكن للآلام، وقد ينتهي تأثير هذا المسكن في أي لحظة لتختلط الأوراق من جديد، من يدري. وهذا ما نجده مشتركا بيننا نحن البشر جميعا.



ننشغل بالذهاب إلى المدارس، الجامعات، المكاتب، الأسواق.



نرتب كل شيء، نسدد الفواتير، نعود للمنزل لنشعر بأن كل شيء على ما يرام ثم نتلقى اتصالا يغير كل شيء، ونعود إلى نقطة الصفر. قد يبدو هذا مخيبا ومؤلما، ولكنه في الحقيقة ممتع جدا. هذا هو سحر الحياة وسرها، تغيرها الدائم. يجب عليك دائما الذهاب للبنك لتحديث بياناتك، هذا الفعل الروتيني المزعج والممل يعبر فعلا بطريقة قد تبدو سخيفة عن سر الحياة، لا شيء يدوم دون تغيير. أفكارنا، انطباعاتنا، أحلامنا، كل شيء يتغير. وعلينا ألا نشعر بالحزن لهذا التغيير، بل على العكس تماما، يجب أن نشعر بالسعادة لأننا أحياء، لأننا محظوظون ونحن نشهد ونساهم في صنع كل هذه المعجزات الصغيرة.





لماذا تكتب؟

أكتب لأن القراءة عن مقهى سان ماركو في رواية وتفاصيل لعب جيمس جويس الشطرنج فيه عندما كان يرتاده أكثر متعة من زيارة مقهى سان ماركو فعلا.



أستطيع قول هذا لأنني الآن في مقهى سان ماركو أجيب عن أسئلة هذا الحوار ولم أجد مقبس كهرباء لشحن الماك بوك وأخشى أن تنفد البطارية قبل انتهائي من الإجابة عن كل الأسئلة. التجربة الحقيقية ليست صافية تماما كتجربة الكتابة. لهذا نكتب، لأننا نريد استخلاص جمال اللحظة من كل ما يشوبها أحيانا. وبالمناسبة قصة جيمس جويس والشطرنج غير حقيقية، لا أعرف إن كان يلعب الشطرنج أم لا، قمت باختلاقها لأنها بدت ملائمة للسياق، أترين؟ بإمكانك فعل أي شيء بالكتابة.



لمن تكتب؟

أكتب لأسباب ذاتية بدرجة أولى، وقد تكون هذه مشكلة، لأنها قد تؤدي إلى عزلة عن المتلقي، وهذا شيء غير صحي على الإطلاق. أؤمن بأن الكتابة يجب أن تصل وتؤثر الآن في اللحظة ذاتها وليس بعد سنوات عدة أو عقود، لأن العالم ضخم ومتغير بشكل لا ينتظر أحدا.



متى تكتب؟

وأنا أمشي، صباحات المشي الطويل هي أفضل أوقات الإلهام.



كيف تكتب؟

باستخدام أي جهاز أجده بقربي، غالبا مذكرات ايفون أو محرر ماك بوك.

الأكثر قراءة