ماذا ستكون في المستقبل؟

الاحد - 12 مارس 2017

Sun - 12 Mar 2017

لا شك أن هذا السؤال مر على أغلب الناس، ولم يفكر فيه إلا القليلون: ماذا ستكون في المستقبل؟

حينما يصل الشاب إلى المرحلة الثانوية يبدأ بالتفكير الجدي في إجابة لهذا السؤال الذي يعد من أصعب الأسئلة التي تمر عليه في حياته، والمفرح أن نجد في الوقت الحالي شبابا قد لاح لهم مستقبلهم، فتجدهم يجتهدون للحصول على مبتغاهم ويتخصصون في دراسته بشكل مبهج وجميل ويتمنون أن يكونوا في ذلك المنصب المرموق الذي حلموا به يوما أو العمل في تلك الشركات الكبرى أو أن يكونوا ذلك الطبيب المشهور وغيره.

ولكن هل سيكونون يوما في ذلك المكان الذي تمنوه؟

ما نسبة الطلاب خريجي الجامعات السعودية أو غير السعودية الحاصلين على الشهادة الجامعية ويعملون في نفس مجال التخصص الذي ينتمون إليه؟

لا أريد أن أحبط الطلاب، ولكن أريد أن أخبرهم بشيء لا بد لهم أن يفكروا فيه بشكل واسع جدا، لا تجعل عقلك لغيرك لكي ترتاح، ففي قاموس الحياة لا يوجد مكان للراحة، فالراحة أنت من تصنعها.

حينما كنا طلابا قيل لنا (اتعبوا الآن لكي ترتاحوا في المستقبل)، وحينما تخرجنا في الجامعة كانت الفرحة لا توصف، كنت أرى تلك الفرحة في أعين الشباب وأسمع منهم «أخيرا أتخرجنا، وأرتحنا»، ولكن بعد التخرج بدأ مشوار جديد، مشوار لا نهاية له، ألا وهو البحث عن وظيفة لتأمين الحياة، حينها لم نجد الراحة.

كل شخص بعد التخرج يريد أن يكون ذلك الشخص الذي حلم به يوما، ولكن قليل منا يكون ذلك الشخص، لقلة الوظائف وكثرة المتخرجين وأصحاب الحظوة دائما هم المتفوقون.

مررت في حياتي بكثير من الأمثلة التي جعلتني أفكر بكل جدية، أرى شبابا «متخرجين من كليات» يعملون باعة، وهناك أمثلة كثيرة للذين يعملون في غير تخصصاتهم، ولكن القليل من يفكر بشكل واسع ليكون هو من يوظف، ولا يكون هو من يوظف.

لذا، اعمل لذاتك أخي وتطور في مجالك، أبدع ولا تيأس ابن كيانك بنفسك ولا تظن أن ذلك صعب في الوقت الحالي، فحتما ستكون في يوم من الأيام ذلك الشخص الذي كنت تحلم به.

ولا تندم على شيء، فكل شيء قد كتبه الله سوف تراه، ولكن اعمل بالأسباب واقتبس العبر من قصص غيرك لتصل لمبتغاك، وستنجح بإذن الله إن كنت فعلا تتطلع إلى النجاح.