أسئلة الكتابة الخمسة: أمل السويدي
زاوية: أسئلة الكتابة الخمسة
زاوية: أسئلة الكتابة الخمسة
الاثنين - 13 مارس 2017
Mon - 13 Mar 2017
تتسمر أمام طبيعة الله لتتسامق مع قامات النخيل، تضاهي ثبات الجبل، وتحاكي الشمس في إشعاعها، تقف لتلعب دور الريح في هبوبها والعالم يمثل أمامها مشهد الريشة. إنها تصنع من كل ما تحرك وسكن شخصيات لقصصها، لأنها تؤمن أن الخيال يصبح حقيقة بفضل الورق، بفضل الكتابة.
الروائية القطرية "أمل السويدي"، تجيبنا في هذا الحوار عن كواليسها مع الكتابة، عما يولع شغفها ويبارك إلهامها:
ماذا تكتبين؟
أكتب الحكايات المحفوظة في رأس الطفل، الحوار المسموع في أذن الصبيّة، اللهفة المترددة على القلب العاشق، الرسائل الباردة في الدرج المنزلق، القصص القصيرة مثل الفساتين حول خصر الفتاة، الأكاذيب المستمرة من أحمر الشفاه قبل الموعد، العبارات المقتضبة في الصباحات المجنحة بالعصافير، الوجوه التي لم تتمالك نفسها من النفاق وفضلت البكاء، الكلام الذي كان يصعب قوله لأنه مر ولاذع وكانت اليد الأكثر تحملا للصفعة والقبضة والتصدي للحزن بالكتابة. فكتبت.
لماذا تكتبين؟
الكتابة تهذب حشو الكلام في الذهن الفارغ، لهذا أكتب ليبدو كل ما هو كريه جميلا وعذبا، فالوحش الذي يمتلك الملامح البشعة والرائحة الكريهة يمكن بالكتابة أن يغدو وحيدا ومنعزلا في الكهف وتصير الشفقة هي كل ما في المشهد، أكتب لأن الكاتب لا يكتفي بالرئة للتنفس، لأن الكاتب إنسان معلق في مشنقة ويموت كلما حركت الرياح جثّته، لأن أجمل ما في الفم بعد القُبل هو حلو الكلام وسكره والدهشة المتسمرة للقارئ، أكتب لأن الكلمة حين توثق تعيش، وجميعنا يريد الخلود ويتذكر حين يحاول أن ينسى، أكتب لأن هذا أفضل ما يمكنني عمله في الوحدة.
لمن تكتبين؟
للروح المهترئة من شدة العواصف، للقلب المثقوب بالدموع والتنهدات، للأشخاص الذين يعرفون أن ما من أحد يشبههم ولا يفهمهم، للجمادات التي نستند عليها ونعرف أنها أيضا تحدق وتتوجع، للطيبين الممتلئين بالضوء الكثيف ويشوههم خدش صديق سيئ، للظلام المنطفئ في أنحاء الجسد حين ينام الحزين ويسقط في فراشه، لأشياء عديدة أود ترميمها ويحدث أن تتحطم علي، لكل ما يستحق ولا يستحق، للتوافه والسطحيات والرداءة في أغبى الأمور، للحب الذي يلطف ثم لا يرحم.
متى تكتبين؟
عندما تتحرك السكاكين في دمي. ويحط البجع على البحيرة بلا سحر، فقط موسيقى. الألم والجمال يبثان الحياة في يدي.
كيف تكتبين؟
مثل المس أغيب عني، حين تسأل المتبلد من الرعشة عما حدث، سيهز كتفيه ويجيب "لا أعلم، حصل الأمر هكذا" ثم يفرد كلتا ذراعيه للهواء كأنه يطلق الحمام رغم أن الريش التي تدغدغه من فرط النعومة.. تقلقه.
الروائية القطرية "أمل السويدي"، تجيبنا في هذا الحوار عن كواليسها مع الكتابة، عما يولع شغفها ويبارك إلهامها:
ماذا تكتبين؟
أكتب الحكايات المحفوظة في رأس الطفل، الحوار المسموع في أذن الصبيّة، اللهفة المترددة على القلب العاشق، الرسائل الباردة في الدرج المنزلق، القصص القصيرة مثل الفساتين حول خصر الفتاة، الأكاذيب المستمرة من أحمر الشفاه قبل الموعد، العبارات المقتضبة في الصباحات المجنحة بالعصافير، الوجوه التي لم تتمالك نفسها من النفاق وفضلت البكاء، الكلام الذي كان يصعب قوله لأنه مر ولاذع وكانت اليد الأكثر تحملا للصفعة والقبضة والتصدي للحزن بالكتابة. فكتبت.
لماذا تكتبين؟
الكتابة تهذب حشو الكلام في الذهن الفارغ، لهذا أكتب ليبدو كل ما هو كريه جميلا وعذبا، فالوحش الذي يمتلك الملامح البشعة والرائحة الكريهة يمكن بالكتابة أن يغدو وحيدا ومنعزلا في الكهف وتصير الشفقة هي كل ما في المشهد، أكتب لأن الكاتب لا يكتفي بالرئة للتنفس، لأن الكاتب إنسان معلق في مشنقة ويموت كلما حركت الرياح جثّته، لأن أجمل ما في الفم بعد القُبل هو حلو الكلام وسكره والدهشة المتسمرة للقارئ، أكتب لأن الكلمة حين توثق تعيش، وجميعنا يريد الخلود ويتذكر حين يحاول أن ينسى، أكتب لأن هذا أفضل ما يمكنني عمله في الوحدة.
لمن تكتبين؟
للروح المهترئة من شدة العواصف، للقلب المثقوب بالدموع والتنهدات، للأشخاص الذين يعرفون أن ما من أحد يشبههم ولا يفهمهم، للجمادات التي نستند عليها ونعرف أنها أيضا تحدق وتتوجع، للطيبين الممتلئين بالضوء الكثيف ويشوههم خدش صديق سيئ، للظلام المنطفئ في أنحاء الجسد حين ينام الحزين ويسقط في فراشه، لأشياء عديدة أود ترميمها ويحدث أن تتحطم علي، لكل ما يستحق ولا يستحق، للتوافه والسطحيات والرداءة في أغبى الأمور، للحب الذي يلطف ثم لا يرحم.
متى تكتبين؟
عندما تتحرك السكاكين في دمي. ويحط البجع على البحيرة بلا سحر، فقط موسيقى. الألم والجمال يبثان الحياة في يدي.
كيف تكتبين؟
مثل المس أغيب عني، حين تسأل المتبلد من الرعشة عما حدث، سيهز كتفيه ويجيب "لا أعلم، حصل الأمر هكذا" ثم يفرد كلتا ذراعيه للهواء كأنه يطلق الحمام رغم أن الريش التي تدغدغه من فرط النعومة.. تقلقه.