الامتحانات قياس وليست رعبا

السبت - 11 مارس 2017

Sat - 11 Mar 2017

منذ فترة، في وقت امتحان نصف السنة الفائت، قرأت مقالا بصحيفة الرياض، تحدث فيه كاتبه عن خطورة الامتحانات على الأبناء بعنوان (الامتحانات أعظم خطرا على أبنائنا)، جاء فيه أن الإجهاد والقلق من الامتحانات مشكلة كبيرة في العملية التعليمية لها آثار سلبية ضارة على الطالب من الناحية النفسية – الصحية - الجسمية - والسلوكية الاجتماعية وأكثر من ذلك، مما يقلل الدافعية والرغبة في التعلم ونقص التركيز وعدد من النتائج السلبية للامتحانات بما يزيد على 15 حالة، إلى أن قال: في أطروحة الدكتوراه للباحث مونميانج، أجرى فيها البحث على مجموعة من الطلبة في الدراسات العليا فوجد أن مجموعة صغيرة أفادت بأنها فكرت في الانتحار، وأن التعرض لمستوى عال من الإجهاد قد يؤدي إلى التفكير بالانتحار.. إلخ.

حقيقة إن 70% مما ذكره الكاتب غير واقعي، وما أقربه من الخيال، والمعلوم أن الامتحانات لها رهبة أو توجد خوفا لدى البعض من الطلاب، خاصة ذوي الحساسية المفرطة، وهم الفئة التي تقع بين الطلاب الممتازين والطلاب الكسالى، لأن تلك الفئة تبذل جهودا من أجل النجاح فقط بغض النظر عن التقدير أو النسبة، أما فئة الممتازين فهم يعرفون أنفسهم ونشاطهم واجتهادهم بل ويتسابقون على الترتيب الأول، ولذا فلا ينتابهم الخوف والفزع كما قال الكاتب بل تجدهم يتحمسون وينتظرون إنهاء الامتحان بفارغ الصبر ليروا النتائج السارة، أما الفئة الثالثة «الكسالى» فالذي أراه أنهم غير مبالين ولا مهتمين بالامتحان لأنهم غير مبالين في التحصيل، بل هم مقتنعون بمحصولهم كيف يكون، لذا فلا توجد لديهم تلك الصفات أو السلبيات التي تحدث عنها الكاتب، ولذا أقول إن الامتحانات ليس فيها مخاطر على الأبناء بتاتا، وستمر بردا وسلاما، وها نحن لا نرى لدى الطلاب بصفة عامة ذك الاهتمام البالغ في الامتحانات، لأنهم تعودوا على تأديتها سنوات وسنوات، وتتكرر في العام الواحد ربما أكثر من ست مرات (الشهرية والنصفية)، ولذا فإن أغلبهم صارت بالنسبة لهم أمورا عادية لا تخلق لديهم أي نوع من الرهبة والفزع أو القلق.

ومما يطمئن الطلاب حين دخولهم الامتحانات أن الكثير من المدرسين يعطونهم ملخصات يتوقع ورود أسئلة الامتحانات منها، فلا داعي للقلق، أما مسألة أن يؤدي الخوف من الامتحانات إلى تلك السلبيات، ثم إلى الانتحار، فهذا الأمر إن وقع في وطن من أجرى البحث لم يقع لدينا بعد، ولن يقع بإذن الله، لأننا نعرف نهاية المنتحر أولا وأخيرا، وهذا من فضل الله، ثم تربية الأبناء تربية إسلامية وفقا لما ورد في الكتاب الكريم والسنة النبوية. وأخيرا فالامتحانات هي قياس لا بد منه للتأكد من إمكانية قدرة الطالب على الانتقال من مرحلة إلى أخرى، والحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال