عبدالله المزهر

حاربوا الموسيقى بالموسيقى!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 11 مارس 2017

Sat - 11 Mar 2017

وقد علمت من خلال مقاطع المحتسبين أن معرض الكتاب قد بدأ هذا العام، فهذه الفعالية الوحيدة التي يعرف بها الداجون أمثالي أن معرض الكتاب قد بدأ في استقبال الزبائن. ولعلي أعترف لكم أنه لم يسبق لي حضور أي معرض للكتاب من قبل، وهذا شيء لا أفتخر به، وكذلك لا أعتبره واحدا من عيوبي التي لا أريد أن أخبركم بها الآن.



والجميل في هذه الفعاليات أنها رغم تشابهها الظاهري إلا أنها ليست كذلك، فهي تتجدد دائما وهذا إبداع لو كنتم تعلمون.



وللحق فإن حادثة العام قبل الماضي تبقى هي الأجمل والأكثر إبداعا حين هاجم المحتسبون ـ أثابهم الله ـ المتحدثين في ندوة عن «التعايش»، والجميل في تلك الحادثة «الفنتازية» أن الندوة كانت عن التعايش

في الوقت الذي لم يستطع المؤتمرون إنهاء تلك الساعة من التعايش دون تدخل رجال الأمن، وهذا قمة الإبداع في شرح فكرة الندوة بعيدا عن «الكلام الكثير».



هذا العام كان الموضوع هو «الموسيقى»، وهذا أمر فيه تفصيل، وأظن أن الفعاليات المصاحبة للمعرض يجب أن تكون بعيدا عن دور الكتب وفي مكان يكون الحضور إليه اختياريا لمن يريد من العالمين. وقناعتي الشخصية أن من يعتقد بحرمة الموسيقى فلا يجب أن يجبر على سماعها، مع أن بعضهم يسمعها ولا يرى في ذلك إجبارا ولا يجد في نفسه حرجا شريطة أن يكون الأمر خارج الحدود، لكن الفكرة ليست في الخطأ والصواب في وجود الموسيقى من عدمها، بل في التعدي باليد، ولو أن كل إنسان حاول فرض «مزاجه» بيده لتحولت حياة البشر إلى غابة لا تصلح حتى لحياة الحيوانات التي لا تعقل.



وعلى أي حال..



بدأت أقتنع بفكرة «التطرف»، وأنه لا بد من وجود طرفين متناقضين، أحدهما يعتبر الموسيقى ـ على سبيل المثال ـ هي المنكر الوحيد الذي يجب إنكاره باللسان واليد والرجل كما فعل الأخ المحتسب في معرض الكتاب، وطرف يعتقد أن الموسيقى أهم من أركان الإسلام، وتجاذب هذين الطرفين يجعل بقية البشر الأسوياء العاديين يعيشون في المنتصف بسلام.



[email protected]