يبقى الكاتب جائعا دائما، يبحث عن هوية، عن طريق، عن هاوية ربما، يحاول أن يرسم خرائط نفسه، أن يتخذ من الكتابة منهجا أبديا.
"الكتابة سفر الاحتياج، وزوادة الروح" هذا ما يقوله زياد عوض، وهذا ما يفعله طوال الوقت، وهنا يجيب عن كل تساؤلات الكتابة بانسكاب مدهش:
ماذا تكتب؟
أحاول كتابة التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه إليها أحد، أحاول جاهدا جذب الانتباه ناحية الأحداث التي لم تستدع حديثا أو تستهوي ذاكرة، أكتب توثيقا زمنيا عن وجودي، أكتب خط سير المشاوير الخاصة بي وبالآخرين، أكتب تاريخا عريضا عن معارك احتدمت في جوفي، معارك دون دماء أو جبهات، بلا أنقاض ولا صوت، تطحن في دواخلي دون انتباه من الآخرين، كما أنني أيضا أكتب الرواية، النص النثري والقصيدة الحديثة.
لماذا تكتب؟
أكتب كما لو أنها نهاية العالم، كما لو أنها لحظة ما قبل انقراض البشرية، أكتب وأحاول أن أجعل ما أكتبه جديرا بهذا الموقف، أكتب لأنني لا أعلم، أكتب لأن الكلمات طريقي نحو الخلاص، أكتب لأنني خائف، لأن اليقظة التي بحثت عنها طويلا لا تأتي، أكتب لأن الكلام الذي أبقيته طويلا في جوفي قد استحال إلى مقص، أكتب لأنني متورط بالوجود ولا أعلم ماذا أريد.
أكتب لأن الكتابة سفر الاحتياج، زوادة الروح، هي أشبه ما تكون بتعويض لفرص الكلام الفائتة، هي الطريقة المثلى ليترك الإنسان أثرا يدل على وجوده، هي حناجرنا إن اختنقت الحناجر بأصواتها، الكتابة هي أقصر طريقة لإيجاد تسوية مناسبة مع الحياة، الكتابة وحدها من تستطيع تحويل الأشياء البسيطة وغير الملفتة إلى أخرى بديعة ومؤنسة، فالكلمات حين تكون مفردة تبدو كما لو أنها قطرة وحيدة وحائرة، وحين تترتب بالطريقة المناسبة، تتحول إلى محيط ذي تخوم وأفلاك، تتحول إلى جريان يحمل معه كل الأشياء التي تساقطت منا إلى أماكنها.
لمن تكتب؟
لكل شيء يخفت، ، المصباح والشمعة، آخر ساعة في النهار، أنوار الشواطئ عند الفجر ولكل تلك الأحلام التي أضاءت لي الطريق يوما.
لتلك الشعلة المهولة التي تدعى رغبة، لأشعة الابتسامات التي لم تجد من يفرد ضلوعه مثل أغصان من أجلها، لكل الأشياء التي بهتت وضاعت في التلاشي دون أن يعلم أحد عن وجودها.
متى تكتب؟
أعتقد أن هذا السؤال هو المفضل لدى الكتاب، هنا يمكنهم الإجابة عليه بطريقة مريحة بالنسبة لهم، ستكون الإجابات عن رغبات الاختناق الشديدة التي يمرون بها قبل أن يكتبوا، عن حاجتهم الملحة التي لم يمكنهم تجاوزها، سيتكلمون عن هذا فقط، أما أنا سأجيب بكلمتين: عندما أريد.
لا أنكر الاحتياج الشديد والقاسي الذي يدفع للكتابة، ولكنها ليست من يحدد متى أكتب، فالكتابة التي تعتمد على حالة شعورية معينة لا يمكن أن تكون احترافية، الرغبة بالكتابة أهم من الدافع لها.
كيف تكتب؟
لا أعرف إجابة واضحة لهذا السؤال، فأنا أيضا لا أعرف كيف أكتب، يمكنني فقط أن أقول إن الكتابة تشبه الانهيار الصخري بالنسبة لي، تبدأ بالبحث عن ذلك الحجر الصغير غير الملفت الذي بمجرد القبض عليه، يبدأ جبل بالتساقط، هكذا تكون الكتابة بالنسبة لي، أبدأ أولا بالبحث عن المفردة الأولى التي تقودني إلى انهيار غزير من الكلمات التي لا أعلم من أين تأتي، أو كيف تأتي أيضا. الكتابة عملية إبداعية، فن، والفن لا يمكن تفسيره غالبا وإلا سيفقد جماله.
إضافة أخيرة: بالرغم عن كل الكلام الذي قلته في هذا الحوار، إلا أن الكتابة قد تكون ليست كذلك بالنسبة للآخرين، وليست مثل كل كلام قيل عنها، لكل كاتب تعريفه الخاص والصحيح عن الكتابة.
"الكتابة سفر الاحتياج، وزوادة الروح" هذا ما يقوله زياد عوض، وهذا ما يفعله طوال الوقت، وهنا يجيب عن كل تساؤلات الكتابة بانسكاب مدهش:
ماذا تكتب؟
أحاول كتابة التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه إليها أحد، أحاول جاهدا جذب الانتباه ناحية الأحداث التي لم تستدع حديثا أو تستهوي ذاكرة، أكتب توثيقا زمنيا عن وجودي، أكتب خط سير المشاوير الخاصة بي وبالآخرين، أكتب تاريخا عريضا عن معارك احتدمت في جوفي، معارك دون دماء أو جبهات، بلا أنقاض ولا صوت، تطحن في دواخلي دون انتباه من الآخرين، كما أنني أيضا أكتب الرواية، النص النثري والقصيدة الحديثة.
لماذا تكتب؟
أكتب كما لو أنها نهاية العالم، كما لو أنها لحظة ما قبل انقراض البشرية، أكتب وأحاول أن أجعل ما أكتبه جديرا بهذا الموقف، أكتب لأنني لا أعلم، أكتب لأن الكلمات طريقي نحو الخلاص، أكتب لأنني خائف، لأن اليقظة التي بحثت عنها طويلا لا تأتي، أكتب لأن الكلام الذي أبقيته طويلا في جوفي قد استحال إلى مقص، أكتب لأنني متورط بالوجود ولا أعلم ماذا أريد.
أكتب لأن الكتابة سفر الاحتياج، زوادة الروح، هي أشبه ما تكون بتعويض لفرص الكلام الفائتة، هي الطريقة المثلى ليترك الإنسان أثرا يدل على وجوده، هي حناجرنا إن اختنقت الحناجر بأصواتها، الكتابة هي أقصر طريقة لإيجاد تسوية مناسبة مع الحياة، الكتابة وحدها من تستطيع تحويل الأشياء البسيطة وغير الملفتة إلى أخرى بديعة ومؤنسة، فالكلمات حين تكون مفردة تبدو كما لو أنها قطرة وحيدة وحائرة، وحين تترتب بالطريقة المناسبة، تتحول إلى محيط ذي تخوم وأفلاك، تتحول إلى جريان يحمل معه كل الأشياء التي تساقطت منا إلى أماكنها.
لمن تكتب؟
لكل شيء يخفت، ، المصباح والشمعة، آخر ساعة في النهار، أنوار الشواطئ عند الفجر ولكل تلك الأحلام التي أضاءت لي الطريق يوما.
لتلك الشعلة المهولة التي تدعى رغبة، لأشعة الابتسامات التي لم تجد من يفرد ضلوعه مثل أغصان من أجلها، لكل الأشياء التي بهتت وضاعت في التلاشي دون أن يعلم أحد عن وجودها.
متى تكتب؟
أعتقد أن هذا السؤال هو المفضل لدى الكتاب، هنا يمكنهم الإجابة عليه بطريقة مريحة بالنسبة لهم، ستكون الإجابات عن رغبات الاختناق الشديدة التي يمرون بها قبل أن يكتبوا، عن حاجتهم الملحة التي لم يمكنهم تجاوزها، سيتكلمون عن هذا فقط، أما أنا سأجيب بكلمتين: عندما أريد.
لا أنكر الاحتياج الشديد والقاسي الذي يدفع للكتابة، ولكنها ليست من يحدد متى أكتب، فالكتابة التي تعتمد على حالة شعورية معينة لا يمكن أن تكون احترافية، الرغبة بالكتابة أهم من الدافع لها.
كيف تكتب؟
لا أعرف إجابة واضحة لهذا السؤال، فأنا أيضا لا أعرف كيف أكتب، يمكنني فقط أن أقول إن الكتابة تشبه الانهيار الصخري بالنسبة لي، تبدأ بالبحث عن ذلك الحجر الصغير غير الملفت الذي بمجرد القبض عليه، يبدأ جبل بالتساقط، هكذا تكون الكتابة بالنسبة لي، أبدأ أولا بالبحث عن المفردة الأولى التي تقودني إلى انهيار غزير من الكلمات التي لا أعلم من أين تأتي، أو كيف تأتي أيضا. الكتابة عملية إبداعية، فن، والفن لا يمكن تفسيره غالبا وإلا سيفقد جماله.
إضافة أخيرة: بالرغم عن كل الكلام الذي قلته في هذا الحوار، إلا أن الكتابة قد تكون ليست كذلك بالنسبة للآخرين، وليست مثل كل كلام قيل عنها، لكل كاتب تعريفه الخاص والصحيح عن الكتابة.