عبدالله حسن أبوهاشم

تراشق التهم بين وزارة التعليم ومنسوبيها

الجمعة - 10 مارس 2017

Fri - 10 Mar 2017

مثلما أن وزارة الإسكان متفوقة على بقية الوزارات في إطلاق المبادرات، فمن كثرتها أصبحت ينسي بعضها بعضا، فإن وزارة التعليم هي متقدمة أيضا على غيرها من الوزارات، في تبادل النقد، وتراشق الاتهامات، بينها وبين منسوبيها، خاصة من المعلمين والمعلمات، وتصل هذه الحالة ذروتها، إذا صرح الوزير بكلام، يكون ضدهم، ويأتي في غير مصلحتهم، عندها عليه أن يتحمل ردة الفعل ويتسع صدره لها.



حدث ذلك أكثر من مرة، ومع أكثر من وزير، آخرها قبل أيام، عندما انتقد وزير التعليم، الدكتور أحمد العيسى، المعلمين، قائلا «إن المدارس الحكومية أصبحت تفتقد إلى المعلمين الحقيقيين، وإن العملية التعليمية تقتصر على طريقة التلقين في تقديم المعلومة، دون منح الطالب فرصة البحث والاستكشاف والمشاركة بالتساؤل».



ولأننا أمة لا تعترف بأخطائها، ولا تقبل النقد، برغم أن الغالبية يحفظون ويرددون مقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه «رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي».



تسبب كلام الوزير في إحداث حالة من الاستفزاز والغضب، وموجة من الجدل، وردة الفعل القوية بين أوساط المعلمين والمعلمات، الذين قاموا في المقابل بهجوم مضاد، وردوا بالمثل، مطلقين أيضا الاتهامات ضد وزارتهم ووزيرها، مستخدمين كافة مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك إطلاق هاشتاق في تويتر، بعنوان «العيسى يهاجم المعلمين» يشحذون فيه الهمم، للدفاع عن أنفسهم، والرد على ما وجه إليهم من انتقاد، مطالبين وزارتهم، أولا بتوفير وضمان حقوق المعلمين والمعلمات، وإيجاد بيئة تعليمية جاذبة وصالحة ومناسبة، قبل أن تنتقد المعلم أو المعلمة، ومنهم من قال: إن كلام الوزير، ما هو إلا ذريعة لإخفاء فشل الوزارة، والبعض انتقد الهدر المالي وضياع ملايين الريالات في أمور لا تعود على المدرسة والطالب بأي فائدة، والبعض يرى أن الوزارة أشغلت وأرهقت إدارة المدرسة والمعلمين بأعمال وبرامج لا جدوى منها، ولا تطبق إلا على الورق فقط، وذكروا العديد من المشاكل والقضايا التي يرون أنها السبب في فشل التعليم وانتكاسته، وضعف مخرجاته وتدني مستوى الطلاب والطالبات، وأن الوزير الحالي والوزراء السابقين عجزوا عن إيجاد الحلول المناسبة لها، ولم يفعلوا شيئا لتطوير التعليم بحسب رأيهم، رغم ما يخصص له من ميزانيات ضخمة.



السؤال: هل أخطأ وزير التعليم في نقده للمدارس والمعلمين؟ في رأي الشخصي وأعلم أن هذا الكلام لا يرضي ولن يعجب المعلمين والمعلمات، أن كلامه لا يمكن رفضه جملة وتفصيلا، بل فيه الكثير من الصواب، والدليل أنني وجدت ضمن الردود، من يوافقه ويؤيده في كلامه. لكن مشكلة بعض الوزراء، أنهم ينسون كلمة، لو استخدموها في تصريحاتهم، لأراحتهم كثيرا، وتجعل الهجوم عليهم خفيفا هينا وهي كلمة: (بعض)، لأن عند ذلك، كل منا وأنا أولهم، سيظن في نفسه أنه ليس من ضمن البعض، الذين قصدهم الوزير، حتى الكسالى والمقصرين والمهملين والمتأخرين عن عملهم، أو الذين يوقعون صباحا ثم يكملون نومهم إلى الظهر، أو يتابعون أعمالهم الخاصة، ويأتون نهاية الدوام للتوقيع، جميعهم سيتصورون ويعتقدون ويظنون في أنفسهم أنهم ليسوا من ضمن البعض الذين قصدهم الوزير، هم ما شاء الله عليهم، بل المقصود غيرهم!