"فيصل الرحيل" تجربة استثنائية، خلق عالما جديدا ومسارا مختلفا ومعنى خاصا به، أيا كان ما يكتبه ستشعر أنه صديقك المقرب الذي كنت تبحث عنه طوال الوقت.
يتحدث مجيبا عن أسئلة الكتابة بشكل يشبه نصوصه وبصمته:
ماذا تكتب؟ ولماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ ومتى تكتب؟ وكيف تكتب؟
الكتابة حالة غير مستقرة من التحرر اللانهائي، إنها شيء عميق في داخلك لا يمكن لأي كائن على هذه الأرض الوصول إليه، سلاحك الوحيد في عملية الكشف التي تحدث عنها رينيه شار "الكشف عن عالم يظل أبدا في حاجة إلى الكشف"، رحلتك من الظلام الوديع إلى النور الموحش، من الحيز الذي يمنحك قدرا محدودا من الهواء إلى الفضاء الشاسع الممتد الذي يغرز أظافره في عنقك، من العزلة الأليفة إلى الحشد البغيض المزدحم. إنها خلاصك لتصبح خالدا .. الأبدية من خلال الكلمة، الكلمة التي هي نواة الحكاية، الحكاية التي كان بطلها الخلق، الخلق الذين يلهثون وراء كل سر، السر الذي تحتاج معرفته إلى معجزة، المعجزة التي تحقق لنا الخلاص، الخلاص الذي يطرد كل لعنة تصيب الوجود، الوجود الذي لا يمكن أن يشفى منا أو نشفى منه.
أنا كائن لغوي، مولع بالكشف، مأخوذ بالتفاصيل، بالأشياء التي لا تثير الاهتمام عادة، مفتون بالمواد الخام، بالصلات الفطرية، بالعواطف التي تشغل الكائن. من خلال الكتابة يمكنني الحديث عن أشياء بسيطة كالأمواج والأشجار والحقول، وذلك يعد مسوغا كبيرا لي للحديث عن أشياء معقدة جدا ومتغيرة، أؤمن أن بلاد المجاز هي الأرض المباركة التي ننشدها جميعا، مثلما أؤمن أن ثمة خطأ في هذه الحياة يتوجب علينا إصلاحه ومهما حاولنا لن نقدر على ذلك أبدا .. لذلك أكتب، لا لأعبر عن شعور ما، بل لأكون الشعور نفسه.
أكتب لأحتج على الفلك التي تركت الأطفال ولائم للطوفان، لأكتشف ما الذي كان يريد هابيل قوله بينما يلفظ أنفاسه الأخيرة، لأفتش عن الصلاة التي رددها إبراهيم ليصلى نارا ذات سلام وبرد.
أنا أكتب لأولئك الذين تخترقهم القصيدة أسرع من الرصاص، من يبدون لنا مشاعرهم بصعوبة عبر جمل قصيرة مكثفة، دافئة، غنية مثل أشعة شمس تخترق غرفة مظلمة، أكتب لأولئك الذين كلما شعروا بأنهم عرضة للتلف رمموا أرواحهم بالموسيقى والنصوص، الذين أصيبت أوتارهم بعطب بالغ، فلم يعد بإمكانهم الشتيمة أو الصراخ ... أكتب لأولئك الذين يشعرون بالنفور من هذه الحظيرة المتخمة بالنسور والجيف، وليس أمامي لمساعدتهم سوى هذه الطريقة المقرفة.
يتحدث مجيبا عن أسئلة الكتابة بشكل يشبه نصوصه وبصمته:
ماذا تكتب؟ ولماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟ ومتى تكتب؟ وكيف تكتب؟
الكتابة حالة غير مستقرة من التحرر اللانهائي، إنها شيء عميق في داخلك لا يمكن لأي كائن على هذه الأرض الوصول إليه، سلاحك الوحيد في عملية الكشف التي تحدث عنها رينيه شار "الكشف عن عالم يظل أبدا في حاجة إلى الكشف"، رحلتك من الظلام الوديع إلى النور الموحش، من الحيز الذي يمنحك قدرا محدودا من الهواء إلى الفضاء الشاسع الممتد الذي يغرز أظافره في عنقك، من العزلة الأليفة إلى الحشد البغيض المزدحم. إنها خلاصك لتصبح خالدا .. الأبدية من خلال الكلمة، الكلمة التي هي نواة الحكاية، الحكاية التي كان بطلها الخلق، الخلق الذين يلهثون وراء كل سر، السر الذي تحتاج معرفته إلى معجزة، المعجزة التي تحقق لنا الخلاص، الخلاص الذي يطرد كل لعنة تصيب الوجود، الوجود الذي لا يمكن أن يشفى منا أو نشفى منه.
أنا كائن لغوي، مولع بالكشف، مأخوذ بالتفاصيل، بالأشياء التي لا تثير الاهتمام عادة، مفتون بالمواد الخام، بالصلات الفطرية، بالعواطف التي تشغل الكائن. من خلال الكتابة يمكنني الحديث عن أشياء بسيطة كالأمواج والأشجار والحقول، وذلك يعد مسوغا كبيرا لي للحديث عن أشياء معقدة جدا ومتغيرة، أؤمن أن بلاد المجاز هي الأرض المباركة التي ننشدها جميعا، مثلما أؤمن أن ثمة خطأ في هذه الحياة يتوجب علينا إصلاحه ومهما حاولنا لن نقدر على ذلك أبدا .. لذلك أكتب، لا لأعبر عن شعور ما، بل لأكون الشعور نفسه.
أكتب لأحتج على الفلك التي تركت الأطفال ولائم للطوفان، لأكتشف ما الذي كان يريد هابيل قوله بينما يلفظ أنفاسه الأخيرة، لأفتش عن الصلاة التي رددها إبراهيم ليصلى نارا ذات سلام وبرد.
أنا أكتب لأولئك الذين تخترقهم القصيدة أسرع من الرصاص، من يبدون لنا مشاعرهم بصعوبة عبر جمل قصيرة مكثفة، دافئة، غنية مثل أشعة شمس تخترق غرفة مظلمة، أكتب لأولئك الذين كلما شعروا بأنهم عرضة للتلف رمموا أرواحهم بالموسيقى والنصوص، الذين أصيبت أوتارهم بعطب بالغ، فلم يعد بإمكانهم الشتيمة أو الصراخ ... أكتب لأولئك الذين يشعرون بالنفور من هذه الحظيرة المتخمة بالنسور والجيف، وليس أمامي لمساعدتهم سوى هذه الطريقة المقرفة.