حمود الباهلي

هل نحن مستعدون لسماع ما نكره؟

الخميس - 09 مارس 2017

Thu - 09 Mar 2017

نعيش في زمن بلغت فيه الفردانية مستويات لم تصل إليها في أي عصر من تاريخ البشرية. من أبرز جوانب الفردانية اتساع مساحة الحرية الشخصية والنفور من أي قيد أو نقد للسلوك الشخصي.

لكن مع ذلك يظل الإنسان كائنا اجتماعيا، لديه فضول لمعرفة ما يعتقده الناس عنه، لذلك خرجت مواقع تتيح خاصية تلقي الآراء والملاحظات حول شخصياتنا وسلوكنا.

قبل سنوات، استشرت صديقا في أن أفتح حسابا في (الآسك)، قال لي «لا يصلح لك.. سوف تتلقى ما تكره!»

لكنني عاندته (كالعادة) وفتحت الحساب. تلقيت فيه رسالتين، تستفسران عن جوانب خاصة جدا من شخصيتي، كنت محتارا بين التجاوب وفق أعراف «الآسك» أو الانسحاب، اخترت الثاني.

حاليا أثار موقع «صراحة» الذي ابتكره زين الدين توفيق، خريج جامعة الملك فهد، موجة استياء بين الجمهور المصري، بسبب سوء استخدام البعض لخاصية التخفي، فقد كانوا يعبرون بوقاحة عن (عقدهم النفسية) تجاه من طلب آراء من حوله عنه.

من المقولات التراثية العميقة «لو تكاشفتم.. لما تدافنتم» من الأفضل للجميع أن يتظاهر كل فرد أنه يحمل تصورات إيجابية عن الآخرين، أيضا من مصلحة كل واحد أن يتظاهر أنه صدق تمثيل الناس من حوله!

الحياة تدار بشكل أسلس إذا كانت علاقاتنا الشخصية يحكمها اللطف والمجاملة والتغافل وليس الصراحة والصدق، هذه حقيقة!