عبدالإله الجبل

إكرام النفس هواها!

الاثنين - 06 مارس 2017

Mon - 06 Mar 2017

بداية حدثني بعض الثقات وطلب أن أخفف من موجة النقد والأحداث التي تجلب البؤس وقال نريد كلاما يشع نورا ويتلألأ ضياء، ولا أخفيكم أنا أيضا سئمت الانتقاد.

قطع حبل أفكاري رسالة من صديق لي يصر على دعوتي لتناول الفطور بعد أن اعتذرت له صباحا، الطريف أن صديقي لا يقبل أي اعتذار ولطالما كانت حججه في الحياة مقنعة، فقد كتب لي «فل الحجاج وخل عنك الهواجيس كلن يموت وحاجته ما قضاها، صحن الكبدة بانتظارك»

ولعلي أتكلم عن نفسي، كنت ولم أزل إنسانا بسيطا يصبح على جهاز البصمة عند الثامنة، وبعدها يبدأ الركض بالحياة حتى الرابعة عصرا، وأمسي على ذات الجهاز، ولم أقتنع بأنني موظف إلى الآن، وربما يعود السبب إلى أنني لم أحقق ربع طموحاتي، وربما أيضا لكوني إنسانا بسيطا زيادة عن اللزوم.

ولا شك أن البساطة أمر محبب لدى الشعوب العربية والغربية وما وراءهما.

بينما صديقي الذي أصبح مقربا لي بسرعة البرق كان شعاره بالحياة (إكرام النفس هواها) هو الآخر يعمل في مدرسة أهلية جل وقته يشرح وقد بح صوته وتشققت حنجرته لقوم لا يحضرون كثيرا، وإن حضروا لا يعقلون، يحاول أن يبرئ نفسه أمام الله.

ومن باب التذكير لأولياء الأمور لا تتكئوا على المدارس والمعلمين الأجلاء ففي البيت التعليم أجلى وأفضل.. صديقي صاحب الشعار لا يرد عن نفسه شيئا مرددا دوما إكرام النفس هواها حتى وقع يوما يناشدنا بمعونة يسد بها رمقه.

حقيقة أتساءل هل يدرك صديقي وغيره الكثير من أصحاب الأمثال أننا نمر بفترة قد تقودك إلى الهلاك وإلى الطفرة إذا لم يكن هناك توازن في الإنفاق.

خاصة أننا مقبلون على زيادة بالأسعار وانتهينا من موسم الأمطار، نحتاج إلى ثقافة الادخار والتوعية بين الاستهلاك والصرف، ولا يكن البعض كالذي توظف وأخذ سيارة فارهة بالأقساط وفي كل حين يستجدي على قارعة الطريق أن يفزعوا له بالوقود!

حقيقة، نحن حين نقتصد في إكرام هوى أنفسنا لا يعني ذلك تجاهلها، لكن لأننا باختصار لو أعطينا المجال لها لما توظف بعض الشباب وتغرب وما رضي بعضهم بوظائف دون مؤهلاتهم وطموحاتهم وبراتب زهيد بالكاد يستمر معهم لمنتصف الشهر.

ختاما وعلى طريقة صديقي لا تنسوا القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود.