كيف تأثر العالم بصورة الطفل آيلان كردي؟

السبت - 04 مارس 2017

Sat - 04 Mar 2017

تتأكد من قسوة الحرب في وطن ما حين تصل إليك في وطنك الآمن صور معاناة الأطفال، وكيف أن الحرب قبل أن تسرق أحلام طفولتهم سرقت عمق نظرتهم للحياة.



كانوا ينظرون إلى كل ما حولهم بفراغ، وكأن العالم لم يعد شيئا حين غاب وطنهم ومن خلفه عائلة كل واحد فيهم.

وبعد مضي أكثر من سنة على صورة الطفل السوري "آيلان كردي" ذي الثلاث سنوات، والتي أثارت ضجة كبيرة في العالم، وأيقظت العيون على أزمة اللاجئين السوريين، وهو ملقى على شاطئ في تركيا، حيث جرفت جثته الأمواج بعد أن سقط من أحد زوارق النجاة الذي كان يحمله وأهله متجها إلى اليونان إثر انقلابه.



نبشت الصورة وجع كل من رآها وبأكثر من أي تقارير لعدد القتلى الذين توفوا على مدى السنوات الخمس في الحرب السورية، واتضح بأن العالم لم يكن على وعي تام بما يحدث في سوريا من أزمة إنسانية، حتى انتشرت صورة آيلان في سبتمبر 2015 وسببت تفاعلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي.

اتجهت المؤسسة الإعلامية "npr" لدراسة أثر تلك الصورة على عواطف الناس، وذلك بالتحدث مع الباحث النفسي "بأول سولفيك"، رئيس البحوث في جامعة أوريجون الذي سبق وأجرى دراسة محورها صورة الطفل آيلان.



وأظهرت نتائج دراسته أن الاهتمام الذي حظيت به الصورة كان سريعا، لكنه وللأسف قصير الأمد، حيث بلغت التبرعات التي تلقاها الصليب الأحمر السويدي من أجل الضحايا السوريين بعد انتشار الصورة نحو 214.300 دولار أمريكي، أي أكثر بنسبة 55% مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، حيث لم تتجاوز 3850 دولارا.



ولكن بحلول الأسبوع الثاني بدأت التبرعات تقل ووصلت إلى 45.400 دولار أمريكي، ثم إلى 6500 دولار أمريكي بعد مرور ستة أسابيع، كما اشتمل الحوار مع الباحث النفسي على الأسئلة التالية:



ما مدى التأثر العاطفي الذي استحوذت علية هذه الصورة؟

لم يكن هناك اهتمام كبير بالأزمة السورية من قبل مثل الآن، حيث بحثنا في نتائج بحث قوقل والعديد من محركات البحث الأخرى لنرى مدى اهتمام وبحث الناس عن القضية السورية، فكان هناك أعداد قليلة جدا مقارنة بأعداد الناس الذين بحثوا عن هذه القضية بعد انتشار الصورة.

وبحثنا كذلك في تبرعات الصليب الأحمر السويدي الذي أنشأ صندوقا مخصصا لمساعدة اللاجئين السوريين، مما يشير إلى أن الصورة لم تستحوذ على عواطف الناس فحسب، بل جعلتهم يهتمون بالقضية ودفعتهم للتبرع والاهتمام لما يحصل في سوريا.



لماذا هذه الصورة على وجه الخصوص تحمل مثل هذا الأثر؟ ما هو السبب النفسي وراء ذلك؟



برأيي الشخصي أن هذه الصورة تحمل معنى كبير جدا وتأثير نفسي كبير على أفراد المجتمع، لأن الطفل آيلان صغير جدا على أن يواجه الموت بهذه الطريقة، وكان يرتدي ثيابا أنيقة فمن الممكن أن يحصل ما حصل لطفل أي منا.

وكان يبحث عن بداية حياة جديدة مع عائلته، وكان قريبا جدا من تحقيق حلمه، بالإضافة إلى أن وجه الطفل عندما التقطت هذه الصورة لم يكن واضحا، فيمكنك تخيل أي شخص تعرفه مكانه.



ذكرت في بحثك مدى تأثر العالم بصورة الفتاة الفيتنامية البالغة من العمر 9 سنوات المجردة من الملابس التي توفيت إثر هجوم "Napalm"، فهل من السهل أن يتأثر العالم بأسرة بسبب شخص واحد عوضا عن أشخاص عدة؟



هذا لا يعني بأن الناس لا تشعر بالشفقة لما يحدث للعالم من أحداث مأساوية، ولكن مثل هذه الصور تساعد على استفزاز مشاعر الناس أكثر، وتبين الأبحاث مدى تجاوب الناس لمثل هذه الصور، إضافة إلى أن التعاطف يساعد جدا في تجاوب الناس لمثل هذه الأزمات ويساعد في بحث الناس وفهم ما يحدث حولهم.



بعبارة أخرى، هل يمكننا القول إنه يمكن لشخص واحد التأثير على العالم بأسره أكثر من تأثير الإحصاءات التي تبين أعداد ضحايا الحروب؟



يمكن القول إن الطفل آيلان أوضح الصورة للعالم بما يواجه كل ضحية من ضحايا الحروب وصورة الطفل آيلان فتحت عيون العالم على القضية السورية واستحوذت على جميع عواطفهم وهذا هو الجيد بالأمر.

الأكثر قراءة