عبدالله المزهر

أنت أنت وإن مثلت!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 02 مارس 2017

Thu - 02 Mar 2017

أحب المقال الذي ينشر يوم الجمعة، لأني أتعمد ألا أجهد نفسي كثيرا في التفكير في فكرته، ولا في الطريقة التي يظهر بها للعالمين.



وأرجو أن يكون السطر السابق قد أقنعكم أني أبذل جهدا أكبر في بقية أيام الأسبوع الأخرى.



قناعتكم بهذا الأمر تسعدني كثيرا، وعدم قناعتكم دليل على أني لا أجيد الكذب، وهذا يسعدني أكثر. أنا مؤمن أنه من حق الإنسان أن يكون سخيفا ـ أحيانا ـ وأن يمارس تفاهاته وأن يقولها بين الفينة والأخرى، وأجد صعوبة في تقبل الناس الذين لا يفعلون ذلك، ليس لأني مغرم بالتفاهة والسخف، ولكن لأن الذين لا يفعلون ذلك هم في الغالب غير صادقين.



لأن الإنسان الكامل الذي لا يخطئ ولا يرتكب الحماقات غير موجود. حين تتعرف على أحدهم ثم تجد أن كل تصرفاته مثالية وكلماته بلا أخطاء فهو يتعمد فعل ذلك، أي إنه يمثل وليست طبيعته، وهذا يعني أنك يجب أن تحذر منه وتحاول أن تبحث عن صديق أرعن لا يتكلف كثيرا في تمثيل دور الشخص الخالي من العيوب.



هذه الكائنات التي تملأ تويتر وسائر شبكات التفاصل الاجتماعي أصابت الناس بالانفصام، والحياة على طريقة تويتر حياة لا تطاق، تخيل أنك تعيش حياتك الحقيقية كما يعيش أهل تويتر، وستكتشف أن ذلك هو الجحيم بعينه.



تخيل أن كل الكلمات والوعود والكلمات الغاضبة التي قلتها للناس الحقيقيين في حياتك موجودة ويمكن العودة إليها من خلال البحث، ويستطيعون مواجهتك بها في كل مرة تدخل نقاشا أو تسأل أو تغضب أو تفرح. أو أنك تقضي وقتك في البحث في الكلمات التي قالها أصدقاؤك في أوقات سابقة، وأن كل حماقاتك مؤرشفة يمكن العودة إليها في أي وقت.



وعلى أي حال.. وبما أن اليوم هو الجمعة فلعلها فرصة لأبدو واعظا ـ وهذا حلم كهولتي ـ وأقول لكم إن سهولة البحث عن كل ما يقوله الإنسان في تويتر قد يكون فكرة مصغرة عن «سجل الأعمال» يوم القيامة، فكلنا سنجد أمامنا أعمالا وكلمات لم نكتبها في تويتر خجلا وخوفا من المغردين!