إيناس المخلفي

المجتمع على المسرح

الثلاثاء - 28 فبراير 2017

Tue - 28 Feb 2017

شهدت المدينة المنورة خلال الأسبوع قبل الماضي افتتاح فعاليات المدينة عاصمة السياحة الإسلامية 2017، والذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار، ورعاية كريمة من سمو أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان، في المسرح الروماني أو المديني (كما يطيب لنا تسميته) بالحي التراثي، والذي ضم مئات المدعوين من الضيوف الرجال والسيدات، إضافة إلى المشاركين في التنظيم.

ولن أكتب هنا عن العرض الأقوى والأجمل ضمن المناسبات التي نظمت في المدينة المنورة في الفترة الأخيرة، والذي خرج بمستوى يليق بعاصمة الإسلام الأولى وعاصمة السياحة الإسلامية المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.

ورغم تواجد الجميع على مقاعد المدرج ومتابعتهم لفعاليات الافتتاح التي ارتقت حقا «للعالمية بروعة الإخراج والتنفيذ المتقنين إلا أن ما بدا واضحا «وجليا» عدم حدوث أي فوضى أو أمور سلبية، كان يخشى منها لدى البعض، ووضعت كـأسباب أو علل في عدم افتتاح صالات للسينما في بلادنا، وبأن ذلك مدعاة للفتنة والانحراف، وأن شعبنا سوف يسيء استخدامها بشكل يؤدي لحدوث مئات الظواهر السلبية والفتن والمشاكل رغم أنه هو نفس الشعب الذي يقف بكل انضباط واحترام ورقي أمام صالات السينما في الدول المجاورة.

وحتى لو تم تقنين ما يعرض فيها وتعرضه لمقص الرقيب والحرص على تقديم عروض تتناسب مع هويتنا، وبعيدة عما يخدش الحياء، فإن الرفض مستمر وسبب ذلك حسبما نسمع ونقرأ بأن (المشكلة ليست فيما يعرض وإنما في المجتمع؟!!).

وهنا لا يهمني وجود مسرح أو سينما فعلى أي حال قد امتلأت صالات السينما في الخارج بالعوائل السعودية التي وقفت بكل انضباط واحترام ورقي تنتظر بدء العرض، بدون حرج مع أطفالهم بعد التأكد بأن ما يعرض مناسب لهم.

لكن ما يهمني هو الرد عن مجتمع نشأ على القيم والمبادئ والخوف من الله؛ ورغم ذلك كان السبب الأول الذي يتبادر للأذهان عند رفض العديد من الأمور ومنعها بحجة أنه غير منضبط ويسيء استخدام الأشياء!، وكأنه فطر على الانحراف وخلق المشاكل ويحتاج للتقييد والربط والتوجيه المستمر فهو لا يعرف كيف يحكم تصرفاته أو يضبط تحركاته.

وتكرار ذلك أدى إلى إضعاف الثقة بين أفراده، الذين أصبحوا يرددون تلقائيا «عند كل جديد (ما ينفع عندنا ستحصل مشاكل!).

وبالأمس فقط تأكدت أن جميع ما يقال ما هو إلا ادعاءات وافتراءات وأننا مجتمع ملتزم من داخله بحدود الله ولا يحتاج لمن يقيد تصرفاته ويوجهه أو يراقبه، هو (هي) فقط شماعة نعلق عليها أسباب رفضنا لما لا يناسبنا.

كنت أعتقد أن السبب هو تشجيع السياحة الخارجية، لأن كل ما هو ممنوع هنا سيكون مرغوبا هناك ومسموحا!

ولكن الحقيقة هي أن مجتمعنا الضلع الأضعف لتحمل مسؤولية رفض أي أمر يخالف رؤية البعض لواقع الحياة المعاصرة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال