النيرة غلاب المطيري

المسؤولية توهجت في سماء الشرقية

الأحد - 26 فبراير 2017

Sun - 26 Feb 2017

إن تحمل المسؤولية من الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل فرد مسؤول أيا كان دوره الاجتماعي ومركزه القيادي، ولكنها تتدرج في عظمتها طبقا لأهمية المكان الذي يشغله الفرد في المجتمع، وحجم المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقه، هناك الكثير من يتنصل منها، والقليل من يكون قادرا على تحملها، وهذا يعود لعدد من الأسباب، منها إخلاص الفرد في عمله وحفظه لحقوق الغير، وعدم الخيانة، وقدرته على السيطرة على المشكلات، ومهارته في التقليل من حجم الأخطار المتوقعة، حيث ذكر ابن القيم «إن العمل بلا إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جربه رملا ينقله ولا ينفعه».

والقائد الناجح هو من يكون القدوة المثلى لمرؤوسيه، بتحمله المسؤولية من خلال ممارساته الحقيقية في معالجة المواقف والمشكلات التي تعترض مؤسسته، والشفافية الصادقة في نقل الوقائع وعدم التزوير والتدليس، ولنا في أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، قدوه وخير مثال في هذا الشأن، فعندما عقد اجتماعا في ديوان الإمارة مع عدد من مسؤولي المنطقة للاطلاع على أحوال المنطقة بعد الأمطار التي شهدتها أخيرا، أثنى سموه في البداية على جهود الجهات التي كان لها دور بارز في الحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين، وبين أنه من حق المواطن أن يعرف الجهة المسؤولة عن الخلل، وأين يكمن القصور، وأكد في حديثه أن هذا الاجتماع «ليس للتبرير أو الاعتذار، وإن كان هناك أمر يوجب الاعتذار فنحن أولى بأن نعتذر»، وشدد على أنه أدى القسم ليكون مخلصا لوطنه، والعمل على خدمة المواطن والمقيم، وأنه سيتحمل المسؤولية عن كل ما حدث ويحدث في هذه المنطقة.

بعد هذا الموقف لا نملك إلا أن نصفق لهذا القائد الشجاع، ونحيي فيه روح القيادة الصادقة، ونقدر بإجلال قدرته الفائقة على تحمل المسؤولية وجرأته الشجاعة في الظهور الإعلامي السريع، فلم يرتد قبعة الإخفاء ليتنصل من المسؤولية وتبعاتها، ولم يرم بسهام التقصير على مرؤوسيه أو على جهات معينة قبل البحث والتحري، ولم يتوعد ويهدد دون مبررات حقيقية، ولم يغفل عن حق المواطن في معرفته مجريات الأمور بشفافية واضحة، ولم يقدم وعودا زائفة بالإصلاح قبل معرفة أين يكمن الخلل وكيف يكون العلاج.. ببساطة قال «أنا لها».

إذا كان هذا موقف القائد، فلنا أن نتخيل كيف سيكون من تحت قيادته، باختصار «روح المسؤولية توهجت في سماء الشرقية».