نبيل حاتم زارع

تغريدة عفاف!

الاحد - 26 فبراير 2017

Sun - 26 Feb 2017

تتميز الزميلة عفاف الغامدي بمهارة أنيقة في كتابة النص المختصر في تغريداتها في تويتر، بحيث يشعر من قرأ النص بأنه قرأ جملة كاملة متماسكة، علاوة على وصفها المتميز بالمرح والفكاهة دون أي تكلف أو تصنع للنكتة، وقبل فترة كان لها مجموعة من التغريدات الجميلة حول التواصل الاجتماعي بمعناه الحقيقي وليس الالكتروني، انتقدت من خلاله تذمر الكثيرين من رسائل الواتس اب، «رغم أنني واحد منهم».

ولكن كانت وجهة نظر (أم عبدالله وصبا) متضمنة الاستغراب من هذا الانزعاج «المزعج»، وتتساءل ما هو حجم الرسائل التي تأتيك بالحجم الذي يجعلك متذمرا، وما هي نوعية الرسائل التي تجعلك متأففا إلى حد الاستياء، مؤكدة أن هذا المتأفف لو انقطع عنه الانترنت للحظات فسيصبح متوترا و«ربما ينجن جنونه»، ولكن من جمال رؤيتها للأمر وانتقادها البناء لهذه النوعية من الأشخاص قالت (إن هؤلاء لا يريدون التواصل في الواقع ولا في العالم الافتراضي)، وهذه جملة استوقفتني كثيرا وهي مفتاح المقالة التي قررت في لحظتها أن أكتبها، وكشفت جانبا مهما في حياة الغالبية من الناس الذين انعزلوا اجتماعيا من خلال عدم التواصل الذي كنا نعيشه ونتمتع به سابقا من خلال الزيارات العائلية، ومناسبات الغداء أو العشاء أو اللقاءات الأسبوعية والتزاور في الأعياد الذي اختفى تماما بصورته الجميلة السابقة، واكتفى الناس -وخاصة العوائل- بالتهنئة عبر الرسائل النصية التي تشبه رسائل شركات الدعاية والإعلان التي تسوق لمنتج معين.

ووصل الحال بالمجتمع -حسب وصف الزميلة عفاف- بأنه أصبح يتذمر من التواصل الاجتماعي الافتراضي بحجة الإزعاج، وليته يكلف نفسه بمسح الرسائل، بل يتأفف بصورة تدعو للاستغراب، والأدهى والأمر أنه في حال عدم التواصل معه من الناس يبدأ «يشره عليهم»، بل ويلومهم، وربما يقسو عليهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأولها الواتس اب.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال