يوسف رداد

حادثة قطار

السبت - 25 فبراير 2017

Sat - 25 Feb 2017

رغم أن القطارات تعد من وسائل النقل الآمنة نسبيا، إلا أنها وبحسب تقرير لـ «CNN» تأتي في المركز الثالث من جهة عدد الضحايا بعد الدراجات النارية، ثم السيارات بعدد الضحايا 0.47 وفاة لكل مليار ميل من التشغيل، الرقم الذي يعتبر ضئيلا جدا في مقابل ضحايا الدراجات النارية 217 حالة وفاة لكل مليار ميل، و5.75 لكل مليار ميل للسيارات.



من خلال هذه الأرقام تبدو القطارات وسيلة نقل آمنة نوعا ما، وهذا الرقم الذي نشرته الـ CNN لا يعكس بتاتا عدد الحوادث التي تسجلها القطارات سنويا في الدول التي تشغل القطارات بشكل فعال، ففي بريطانيا بحسب مكتب الإحصاءات البريطاني الوطني ومكتب ORR سجلت قطارات بريطانيا 759 حادثا في سنة 2016، وهو رقم يصعب لأي مسافر تجاهله مقابل الإحصائية الأولى، ولو أنه لم يربط بمسافة التشغيل، ولو أن أي مسافر قبل أن يصعد على رحلة قطار في بريطانيا علم بهذا الإحصائية لتردد كثيرا قبل أن يستقل القطار.



ما دعاني لاستقصاء هذه المعلومات التي تخص حوادث القطارات، الحادثة التي جرت الجمعة الماضي 17 فبراير للسكة الحديدية بين الرياض والدمام، والتي كانت نتيجة لتعرض الخط الحديدي لسيول شديدة منقولة جرفت جزءا من المسار ما أدى لجنوح القطار عن مساره وانفصال العربات وانقلاب إحداها، ونجم عن هذه الحادثة إصابة 18 شخصا من أصل 193، وسبق هذه الحادثة أيضا إشاعة حول انهيار لمسار قطار سار بين الرياض والقصيم والذي يمثل جزءا من مشروع قطار الشمال.



حادثة مثل التي حدثت للقطار بين الرياض والدمام تولد مجموعة من الأسئلة التطفلية وهي هل انجراف السكة الحديدية نفسها بسبب تعرضها للسيول تعد حادثة طبيعية ولا علاقة لها بجودة المواد وتماسك السكة وصيانتها؟ وأيضا هل يوجد نظام لمراقبة السكة للتأكد من سلامتها قبل تشغيلها؟ في مقابل هذه الأسئلة صرح رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المكلف الدكتور رميح الرميح أن الأسباب الأولية لحادثة القطار هي السيول المنقولة بخلاف مجراها الطبيعي.