الجبير في بغداد لتعزيز العلاقات ومكافحة الإرهاب

السبت - 25 فبراير 2017

Sat - 25 Feb 2017

في زيارة مفاجئة، وصل وزير الخارجية عادل الجبير بغداد أمس في أول زيارة لمسؤول رفيع المستوى منذ ما يزيد على 27 عاما.



وشكلت زيارة الجبير للعراق ولقائه رئيس الحكومة حيدر العبادي ووزير خارجيته إبراهيم الجعفري فرصة لإعادة التقارب بين البلدين بعد فترة جفاء طويلة.



ونقل الجبير تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد وولي ولي العهد إلى القيادة العراقية، معربا عن تطلع السعودية لبناء علاقات مميزة مع بغداد، لافتا إلى أن الرياض تقف على ذات المسافة بين جميع العراقيين ويؤلمها سقوط الأبرياء من العمليات الإرهابية، فيما تشير المعلومات إلى أن الجبير أبلغ المسؤولين العراقيين عن تسمية سفير جديد لبلاده.



وكان موضوع مكافحة الإرهاب الملف الأهم في أجندة زيارة الجبير المفاجئة إلى بغداد ولقائه المسؤولين العراقيين.



وشدد وزير الخارجية على أن بلاده والعراق يواجهان ذات العدو المشترك المتمثل بإرهاب داعش والقاعدة وأن هناك رغبة مشتركة في التعامل مع هذا التهديد بكل حزم، واصفا المباحثات التي أجراها مع المسؤولين العراقيين بالمثمرة والبناءة جدا في ظل الروابط الأسرية والقبلية والجغرافية والتاريخية بين البلدين والمصالح المشتركة في مواجهة التطرف والإرهاب وتعزيز فرص التجارة والاستثمار.



من جانبه، نوه وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري خلال لقاءه مع الجبير إلى أن «العراق يتطلع لفتح معبر جميمة في إطار تعزيز العلاقات وفتح آفاق التعاون المشترك وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين».



وكشف الجبير بأن «هناك رغبة للعمل على فتح منفذ جميمة بين العراق والمملكة وبحث ملف تشغيل الخطوط الجوية المباشرة بين البلدين».



من جانبه، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي زيارة الجبير لبغداد تطور إيجابي على صعيد العلاقات السعودية العراقية ومبادرة جيدة تعكس انفراجا ملحوظا بين البلدين ورغبة في تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة، قائلا إن الزيارة خطوة مهمة على الطريق الصحيح.



ودون مصادرة حق بغداد في إقامة علاقة جيدة مع أي دولة، رأى الحارثي في تصريح لـ «مكة» أن ذلك يجب ألا يكون على علاقة العراقيين مع دول الخليج، لافتا إلى أن هناك أطرافا داخل العراق لا يسرها التقارب السعودي العراقي، ولا تتردد في وضع العراقيل أمامه، لاعتقادها بأنه قد يشكل تهديدا للمصالح الإيرانية.



ونبه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي من وجود متربصين يسعون لدق الإسفين في العلاقات بين السعودية والعراق ومحاولة تقويض الجهود الرامية لعودة بغداد إلى الحضن العربي من أجل حماية مصالح دولة إقليمية (إيران) اخترقت جدار الخاصرة العربية عبر الزاوية الطائفية في محاولة لعرقلة عودة العراق للعب دور حقيقي كان يلعبه دائما في حماية ودعم القضايا العربية، وهو ما يتطلب الانفكاك من أسر المحور السوري الإيراني.



واعتبر الحارثي الإرهاب عدوا مشتركا للبلدين، وهو ما يتطلب التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات، ليس فقط في المواجهة مع تنظيم داعش، بل لمواجهة خطر الإرهاب في المنطقة بشكل كامل، لا سيما وأن السعودية والعراق ترتبطان بحدود طويلة تصل إلى 900 كلم، وهو ما يعزز من الحاجة إلى التعاون والمراقبة الدائمة لمنع أية نشاطات إجرامية، مبينا بأن التعاون بين الرياض وبغداد في ذلك مطلب حتمي وأن تعافي العراق ضرورة استراتيجية لاستقرار الإقليم.



وألمح الدكتور الحارثي إلى إمكانية أن تعلب السعودية دورا بناء دون تدخل في الدفع باتجاه المصالحة الوطنية داخل العراق، مبينا أن إرهاصات زيارة الجبير لا تنطوي فقط على إعادة ترميم العلاقة، بل تشي بقرارات سياسية كبرى قد تكشف عنها الأيام المقبلة متى ما توفرت الإرادة السياسية للقيادة العراقية، مما يتعين عليها إلغاء سياسة الإقصاء وترسيخ نظام سياسي غير طائفي وإلغاء الميليشيات.