نوايا الأمهات

الجمعة - 24 فبراير 2017

Fri - 24 Feb 2017

أبناء كلمة مرادفة لخوف مستمر وجهد متواصل، وقلق وسهر وحذر، هذا ما كنت أسمعه وأراه، وأعيش التأفف والضجر، ولكن ماذا لو كانت الأمومة هي النية، كيف لو أصلحت نيتي وجعلتها متجددة، كل إشراقة شمس في كل صباح، تعني مولدا لنية جديدة.

متابعة استيقاظ كل ابن فيها نية أن يكتسب علما ويرتقي سلما، ويحقق طموحا، ويبني مستقبلا، ويرضي خالقا، كلما هممت بإعداد الطعام، وجدت فيه نية أن أبني جسما قويا ليكون عبدا قويا، قادرا على العبادة بنشاط لا ينقطع، وعندما يؤذيني ابني أو ابنتي بكلمة أو سلوك يعقني فيه، أقابلها بفرحة في أعماقي، أنها تكفير عن يوم ما عققت فيه والديّ، ربما بكلمة أو بتثاقل العمل ونسيتها وأحصاها الملكان.

وأجد كسبا جديدا في أن أعلم ابنا أو ابنة، حرفا أو آية أو أصحح له مفهوما، وأنبت أشجارا من القيم، قيم في بيته ومع أقرانه وفي مجتمعه ومع الغريب والقريب، وأن يكون عبدا نقيا تقيا، صاحب مبدأ واضح، وفكر منير ملهم، يعمل ويتحرك وفق رؤية ورسالة واضحتين، همه الله أنفاسا وأعمالا ومراقبة، أن يكون مؤمنا متزنا، لا مسخا وتافها، ولا يطيع إلا الله ورسوله، أجدد نيتي في أن ابني له جدار حماية، يحميه من فكر متطرف، وكراهية للحياة والإنسانية، لا أريد أن أرى ابني كالقطيع يسير خلف سالخه.

أليس يحتاج هذا إلى أن أجدد نيتي التي هي معنى الإخلاص كلما شددت الرحال في متابعة دروسه ومساعدته على المذاكرة؟!

نحن نحتاج أن نفهم أبعاد كلام النبي عليه الصلاة والسلام: عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).

ولقد اخترت الهجرة إلى الله ورسوله، فلا أنتظر راتبا أو مكافأة أو مدحا وثناء من البشر، فقد اكتفيت برب البشر. اللهم أصلح قلوبنا ونياتنا وأنزلنا منازل الأبرار.