دخيل سليمان المحمدي

لا بديل لمعيار القدرات والتحصيل

الجمعة - 24 فبراير 2017

Fri - 24 Feb 2017

لكي نتأكد ونثبت جودة فعل ما، لا بد أن نخضعه لاختبار ليكون المعيار الأساس للحكم والإثبات لمستوى قدرته وتحصيله عن طريق هذا الاختبار ليتحقق الهدف المنشود الذي وضع من أجله.

وبينما أصبح اختبار القدرات والتحصيل الدراسي إلزاميا على طلاب الثانوية العامة لكي يحدد مستقبل الطالب في إكمال مسيرته الدراسية في التخصص الذي يرغبه، لا يخفى على الكثير أن هذا الهاجس المؤرق للطالب وولي أمره أصبح شبحا، بل نفقا مظلما لا يعرف الذي يدخله إلى أين سيدفع به؟ لأنه منذ بداية تطبيقه إلى آخر اختبار قبل أيام معدودة كانت نتائجه لم تتجاوز الـ20% وهذا مؤشر سلبي.

ومن خلال اختلاطنا بكثير من أولياء الأمور نجد أن هناك نسبة كبيرة منهم لا يعرفون اختبار القدرات والتحصيل، ويجهلون مدى تأثيره على مستقبل أبنائهم وبناتهم. لهذا يجب عمل ندوات بشكل دوري يتم فيها دعوة أولياء الأمور من خلال مدارس أبنائهم الثانوية، بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية للطلاب والطالبات عن طريق مركز خدمة المجتمع مجانا، أو من خلال حصة أسبوعية بالمدرسة، يتم انتداب متخصصين لشرح الطريقة وكيفية أداء الاختبار على الوجه الأكمل.

فما زالت الحاجة قائمة للدراسات والبحوث المبنية على البيانات المتراكمة من التطبيق المتكرر للاختبار بهدف تحسين كفاءة الاختبار من جهة توظيف نتائجه من الجانب الآخر.

ومع التسليم بأهمية اختبار القياس نضع علامة استفهام كبيرة لسبب نسبة التناسب العكسي عند الكثير من الطلاب، حيث تجد نسبتهم في الثانوية فوق الـ90 وفي التحصيلي والقدرات يترنحون في الخمسينات؟ لا بد من البحث ودراسة حالتهم مع مدارسهم كوني أعد هذا الاختبار نموذجا لتحقيق العدالة، ووضع الطالب في التخصص المناسب، ودليلا على أن نسبة الثانوية ليست كافية للتقييم، بعدما طرأ عليها كثير من المبالغة وعدم الموضوعية بين الطلاب، لأنها أصبحت من صلاحيات المدرسة، فلا المال المدفوع لبعض المدارس الخاصة، ولا الذهاب إلى مدارس القرى له شأن في معدلات الطلاب.

حيث قبل اشتراط قياس كان يفاجأ عدد من أساتذة الجامعات بتدهور وضع كثير من الطلاب المتفوقين في نتائج الثانوية العامة عند التحاقهم بهذه الجامعات، وتسرب كثير منهم نتيجة عجزهم عن مجاراة مقررات الجامعات التي يدرسون فيها لفشلهم في مقررات الإعداد العام، فضلا عن مقررات التخصص، مع أن هذه المقررات التي أحبطت هؤلاء المتفوقين هي نفسها المقررات التي كان يتجاوزها الطلاب الحاصلون على تقدير جيد قبل عقد من الزمن!

همسة: لكل من يدعي بأن الهدف من اختبارات القياس لطلاب الثانوية هو جباية وتجميع أموال. ألا تريدون العدالة؟ هل المئة ريال التي تدفعونها مقابل معرفة إمكانات أبنائكم الحقيقية دون واسطات أو مساعدات أصبحتم ترونها تدفع بدون وجه حق؟

اختبار القدرات والتحصيل ألغى اختبارات القبول الجامعي التي كان الكثير ينعتها بأنها محاباة ومجرد روتين. وأخيرا لا بد أن نعي بأن معدلات الثانوية العامة لم تصبح مقياسا لجميع الطلاب.