حنان المرحبي

ماذا عن الجانب الآخر من حياة الرواد!

الجمعة - 24 فبراير 2017

Fri - 24 Feb 2017

تنمو الفرص باستمرار للعب أدوار مهمة، ولو أن الوقت والجهد يسعانها كلها ما تركوا واحدة منها، يختارون منها ما يجدون أنه يحقق جزءا من آمالهم في التنمية والرفاهية، يملؤون السلة منها إلى أن يصلوا لأقصى طاقة يمكنهم حرقها في تحقيقها.

هذه حياة من لا يجدون أنفسهم إلا في استقلاليتهم كمؤسسين للأعمال. فهؤلاء لا يهدؤون إلا حينما يرون الحياة تسير وفقا للأفضل، والأفضل في رأيهم هو نتائج أكثر الممارسات فاعلية وكفاءة، وهم يعتقدون بأن ذلك لا يزال مفقودا حولهم.

ولا يخفى على أحد أهمية هذه الفئة من الناس في دعم المجتمع وحماية الاقتصاد من الكساد، وفي خلق الأدوار والوظائف الجديدة لأبناء أوطانهم، وفي تحسين ظروف المعيشة لمن حولهم ودعم من يحتاج إلى خدماتهم.

ولكن هذه الأدوار كلما ارتفعت قيمتها ستجلب للشخص مئات المهام، وتجعل عقله مشغولا بها من ساعة الفجر إلى ساعة النوم، وتحتم عليه قضاء يومه في إدارة العلاقات مع عدد كبير من الناس الذين يحملون مختلف السمات والطباع والتوقعات، ليس فقط من اعتاد عليهم وكان يخالطهم وجها لوجه، ولكن أيضا من يرتبط بهم عبر الشبكات وهم من ثقافات وبيئات مختلفة ولم تمر به، وكرائد أعمال، سوف يضطر إلى مواجهة مخاطر مستمرة ناتجة عن انفتاح السوق والعولمة وصعوبة توقع الأوضاع المقبلة وصعوبة حماية الحقوق.

بالتأكيد المجتمع بحاجة لوجود الرواد، ولكن قد لا يعلم أحد شيئا عن الجانب الآخر من حياتهم الشخصية، بل الكثير يرفع فيهم التوقعات ويعتقدون أنهم ليسوا بحاجة إلى أي دعم ولا حتى السؤال عنهم، لأنهم يبدون بذكاء أعلى من المتوسط، ولديهم من القدرات ما يجعلهم ينعمون بحياة بلا مشكلات.

في الواقع، سواء كنا أشخاصا عاديين أو كنا مؤسسي أعمال، ليس من السهل على الإنسان التعامل مع التقلبات المزاجية والنفسية التي تحدثها الظروف التي نمر بها وبخاصة إذا

كنا منفتحين للتجارب ولا نبقى سعة من بالنا إلا ونشغلها بمزيد من المسؤوليات والعلاقات.

وأصعب حقيقة يمكن أن يعترف بها الشخص الذي يؤمن بنفسه كمسؤول هي العجز، بل لا يقبلها حتى بينه وبين نفسه. وهذا بالتأكيد يرفع من توقعاته في نفسه وتوقعات الآخرين فيه، إلى حد قد لا يملك الوصول إليه.

تشير إحدى الدراسات إلى أن رواد الأعمال الناشئين عرضة للاكتئاب بنسبة 30% أعلى من الأشخاص العاديين. وأعراض الاكتئاب ليست محصورة فقط في الحزن الشديد أو فقدان الرغبة أو فقدان حب العمل المعهود عليهم كما تخبر البروفيسور Katherine C. Nordal. فقد تشمل الأعراض زيادة أو نقصا مفاجئين في ساعات النوم، أو الشهية للطعام، أو الوزن، أو الطاقة، أو زيادة الشعور بأنه شخص لا جدوى من وجوده، أو الإحساس بالذنب المستمر، أو لوم النفس. من المهم نصح هؤلاء بأخذ هذه العلامات في عين الاعتبار فور ظهورها بشكل شديد واستمرارها لأكثر من أسبوعين، ومن المهم تذكيرهم بمراجعة أخصائيين كي تتم السيطرة عليها مبكرا.

وأخيرا، قد يحلم الواحد منا بأن يملك طاقة لا حدود لها، أو يملك التحكم في الزمن، فيوقفه متى شاء ويحركه متى شاء. ولكن هذه إمكاناتنا، سوف نتعرف على حدودها القصوى ونحن نضيف لأنفسنا المهام تلو المهام.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال