عبدالله المزهر

ترفيه المترفين!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأحد - 19 فبراير 2017

Sun - 19 Feb 2017

يقال إن زوجا سأل زوجته لماذا تقطع رأس السمكة وذيلها قبل أن تضعها في آنية القلي، فأخبرته أن أمها علمتها ذلك، ولكنها لا تعرف السبب، فسألوا أمها ـ مع ما في الأمر من مخاطرة ـ فقالت إنها رأت أمها تفعل ذلك أيضا، وحين سألوا الجدة قالت كنت أفعل ذلك لأن الآنية التي كنت أقلي فيها كانت صغيرة ولذلك كنت أقلل من طول السمكة بقطع رأسها وذيلها.



انتهت هذه القصة المأساوية والتي استدللت بها في معرض إقناع أصدقائي بعدم جدوى حضور الحفلات الغنائية، وقلت بأن الناس كانوا يحضرون الحفلات سابقا لأنه من الصعب أن يسمعوا الأغنيات في مكان آخر، فكانت الحفلة فرصة للسماع، ولذلك كانت أم كلثوم ـ على سبيل المثال ـ «تعيد وتزيد» في كل أغنية لمدة ساعة ونصف لأن الناس على الأرجح لن يسمعوا الأغنية مرة أخرى إلا حين تذاع في الراديو في أوقات هم لا يختارونها.



ولست ضد حضور الناس للحفلات الغنائية ولا ضد فكرة أن يتراقصوا ويفرحوا حين يبدأ المغني في غناء أغنية يمكنهم سماعها قبل وبعد وأثناء الحفلة من خلال هواتفهم النقالة ودون حاجة لدفع أي مبالغ.



لكني فقط أخفف على من يقرأ هذا المقال من الكادحين في الأرض الذين يريدون حضور حفلة غنائية ويمنعهم من ذلك غلاء التذاكر الفاحش. وأقول لهم إياكم وأن تتكدروا وأن تغضبوا، واحذر أيها المواطن البائس أن تدفع ألف ريال لحضور حفلة غنائية حتى لو قيل لك إن زرياب سيقوم من قبره ليغني لك، وإن أم كلثوم هي من سيقدم الحفل.



دع مثل هذه الحفلات للمترفين الأثرياء كما تركت لهم أشياء كثيرة، ولا تبتئس لما تفعله هيئة الترفيه، فأنت مجرد مكمل لفعاليتها، حضورك لا يفيد وغيابك لا يضر.



وعلى أي حال..

تخيل أنك تعيش في مكان آخر غير الرياض وجدة، المواطنون خارج هاتين المدينتين يعيشون حياتهم دون ترفيه ولا هيئة ولا يضرهم ذلك ولا يحزنهم. وحين يهزك الشوق لسماع أغنية فافتح اليوتيوب واستلق على قفاك ـ كما يفعل الخلفاء في كتب التاريخ ـ واسمع ما تريد.



[email protected]