دخيل سليمان المحمدي

احترام النظام ثقافة وحضارة

الجمعة - 17 فبراير 2017

Fri - 17 Feb 2017

تطبيق النظام فعل حضاري يعكس ثقافة المواطن ووعيه، لما للتنظيم من أهمية في بناء مجتمع متقدم تسوده العدالة، وتتحقق فيه المساواة بين كل أفراده، فإذا أردت أن تقيس حضارة ورقي أي بلد في العالم فما عليك سوى النظر إلى مدى احترامهم وتطبيقهم للنظام.

وبكل أسف، ما نشاهده على مدار الساعة في شوارعنا من حوادث مرورية ومن مشاجرات جماعية، ومن تأخر وازدحام، جميعها ناتجة عن عدم تطبيق النظام بسبب اللامبالاة التي توارثها بعض الأبناء عن آبائهم، حيث نشاهد كثيرا من الآباء وعلى مرأى من أبنائهم يتجاوزون السرعة المقننة أو يقطعون الإشارة أو يقومون بالدوران بشكل خاطئ أو عكس السير وعند سؤالك لهم (لماذا؟) يبررون ذلك خوفا من تأخر أبنائهم عن مدارسهم. فهذه الأفعال رغم ما تسببه من حوادث ومشاجرات أصبحت مألوفة لدينا لكثرة تكرارها ومشاهداتها في كل مكان. وبما أن النظام وضع من أجل حماية الفرد والمجتمع فإن تطبيقه على كل الشرائح وفي كل المؤسسات والدوائر أمر حتمي تقتضيه مصلحة الدولة والمجتمع في آن معا. وبقدر ما نحترم ونطبق روح النظام بقدر ما نضمن مجتمعا راقيا بعيدا عن الانحرافات التي تنخر عموده الفقري.

والعجب بل كل العجب أن نبقى عاجزين عن احترام النظام مع شعورنا وإيماننا بضرورة وأهمية تطبيقه لأن هذا الشعور سرعان ما يتلاشى عند الكثير في المواقف التي تمر بها مجريات الحياة اليومية، حين يتعارض احترام النظام مع أمزجة ومصالح البعض يضرب بكل القيم والمبادئ والأنظمة عرض الحائط ويخترق النظام عمدا وعلى مشهد الآخرين متحديا. فمن المفترض أن نكون نحن قمة وأسياد العالم في احترام القيم والمبادئ والأنظمة بشكل عام لأن لدينا ثوابت إسلامية من صميم ديننا الحنيف الذي يحث على كل ما يحقق المصالح للبشر بكل شرائحهم وما يتماشى مع الفطرة ويحقق المقاصد السامية للجميع. لكن الكثير للأسف يعلم ولا يعمل.

إن احترام النظام أمر ممكن وسهل إذا أدركنا أهميته وجدواه، وطبقت العقوبات الرادعة على من خالفه.

والمثل الحي الذي يراه ويشعر به الجميع هو عندما نسافر إلى بلد آخر سرعان ما نتقمص شخصية من حولنا بل تجدنا قمة في الانضباط واحترام أنظمة البلد الذي نقيم فيه. لماذا يحدث ذلك؟ ولماذا تتغير الشخصية؟ في تصوري أنه لسببين:

الأول: لأننا نعلم أننا سنكون محل سخرية في نظر من حولنا.

الثاني: أننا سنعاقب قانونيا ولا مجال للواسطة. وهنا تبرز أهمية فرض احترام الأنظمة والقوانين على الجميع دون محاباة.

للأسف الشديد أصبح مجتمعنا مضرب المثل في اللامبالاة وعدم احترام النظام بل أصبح معظم المخالفين يتباهون بمخالفاتهم ويتحدثون بها في مجالسهم وكأنهم حصلوا على جائزة التفوق في الابتكارات والإبداع وبعضهم يستنقص من الذي يحترم النظام والذي لم يحصل على قسائم أو استمارات المخالفات ويصفه في اللهجة العامية الدارجة بـ(قعيطي) وهي تعني أشد درجات البخل.