عبدالغني القش

عاصمة السياحة الإسلامية.. تطلعات وطموحات

الجمعة - 17 فبراير 2017

Fri - 17 Feb 2017

تتجه أنظار العالم الإسلامي والعالم أجمع اليوم نحو المدينة المنورة، حيث يتم هذا المساء تدشين فعاليات «المدينة عاصمة السياحة الإسلامية 2017م»، وتنطلق برامج وفعاليات وأنشطة هذه المناسبة، والتي طال انتظارها، حيث تأخرت قليلا، إذ كان من المفترض أن تنطلق مع بداية العام الميلادي الجاري.



والمتأمل في فعاليات وبرامج هذه المناسبة يجد أن القائمين عليها، وبخاصة اللجنة التنفيذية برئاسة وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة الأستاذ وهيب بن محمد السهلي، قد حاولوا جهدهم أن تكون شاملة وممتدة طوال العام وموجهة لجميع شرائح المجتمع (الرجل والمرأة والطفل) في توازن يحسب لهم وتميز نوعي يترقبه الجميع.



إن مثل هذه المناسبة تعيدنا للوراء قليلا حينما طالبت هذه المساحة بتفعيل السياحة الدينية، وها هي الأيام تثبت الحاجة لهذا النوع من السياحة، فبلاد الحرمين يفترض أن تكون أنموذجا للسياحة المتميزة لما تكتنزه من معالم وما تحتويه من مآثر إسلامية يأتي الحرمان الشريفان في مقدمتها، ثم المشاريع والجمعيات الرائدة.



الناظر للمتاحف والمكتبات العامة والمواقع التاريخية يكاد يصدم، فالحال لا يرقى لمستوى الطموحات ولا يحقق الجزء اليسير من التطلعات.

كم كان بودي أن يتجول الزائر للمدينة المنورة في أفياء السيرة النبوية ويسير في جنباتها فيقال له ها هنا استسقى عليه الصلاة والسلام، وهناك جهز الجيش، ومن هنالك انطلق نحو غزوة كذا أو معركة كذا، ومواقع المعارك والغزوات لم يتبق منها إلا النزر اليسير.



وهنا تم طرح مقترح بأن يتم وضع إشارات بلافتات أو شاشات بانورامية تذكر شيئا من تاريخ الموقع، وكانت الإجابة سريعة - كما هو متوقع - من قبل ورئيس اللجنة التنفيذية.



وقد لاقى مقترح تخصيص قناة للمناسبة أيضا قبولا ووصف بأنه بناء، بحيث تبث فعاليات وبرامج المناسبة على مدار العام، وإن تعذر ذلك لضيق الوقت فالمؤمل أن تقوم قنواتنا المحلية بالمهمة، وكم سر الحاضرون للمؤتمر الصحفي الذي تم عقده مؤخرا بتواجد إعلامي كثيف ولقنوات إسلامية وعربية وخليجية ومحلية.



وتم في أثناء المؤتمر عرض مختصر للفعاليات والبرامج، فكانت عشرة برامج فيها تنوع وتميز، ويندرج تحتها أكثر من مئة فعالية، والملاحظ هو حسن الاختيار لكل فعالية، والأروع إطلاق أسماء المدينة المنورة عليها كطيبة وطابة والمحبوبة والدار وغيرها، واحتواؤها على مهرجانات ومعارض ومؤتمرات متنوعة، فمنها ما هو ثقافي واقتصادي وتنموي وسياحي ورياضي وشبابي.



ويبدو أن مراكز خدمات الزوار التي ستنتشر في أرجاء متعددة ابتداء بالمطار ومرورا بالأسواق وانتهاء بالفنادق وغيرها من الأماكن العامة سيكون لها أطيب الأثر في الدعاية والإعلان لهذه المناسبة الهامة.



وكم راق لي وجود خدمة الإحصاء والتقويم، حيث سيكون لها مردود إيجابي في تجاوز الهفوات وتخطي العثرات وتقويم الذات، في محاولة جادة للوصول لمستوى عال من الجودة.



إن التطلعات لا حدود لها في أن تعود هذه المناسبة على المدينة بكل ما فيها وجميع من فيها بالنفع الدائم، بحيث ترسخ في الأذهان، ويكون هذا العام نقطة تحول في تاريخها المجيد، وفي هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، رعاه الله، وبعائد ثقافي تنموي وتشييد تاريخي يحسب لأميرها النشط الأمير فيصل بن سلمان.



والطموحات أن تصل هذه الفعاليات والبرامج إلى العالم أجمع، وبتميز نادر ومهنية راقية، بحيث تكون «المدينة عاصمة السياحة الإسلامية» أنموذجا لجميع المدن التي تم وسيتم اختيارها لتكون عاصمة للسياحة الإسلامية، لتبقى هذه المدينة في مكانتها العلية، ومنزلتها السنية، أنموذجا يحتذى، ومثالا يقتفى، والجميع يطمح ويتطلع، ويؤملون في تحقيق كل ذلك.



[email protected]