سعد السبيعي

كيفية تحقيق الأمن الغذائي الخليجي

نحو الهدف
نحو الهدف

الثلاثاء - 14 فبراير 2017

Tue - 14 Feb 2017

أصبح تحقيق الأمن الغذائي بدول المجلس يمثل هاجسا كبيرا لحكومات وشعوب المنطقة، وذلك في ظل بروز تحديات جديدة مع اتساع الفجوة الغذائية التي يشهدها العالم، وكان على حكومات دول المجلس أن تسعى جاهدة إلى مواجهة التحديات والحد من اتساع الفجوة الغذائية بتنمية القطاع الزراعي والحيواني والسمكي من خلال جهود عدة تمثلت في إدخال تقنيات حديثة في مجال الزراعة للمساهمة في الحفاظ على الموارد المائية، مع إرشاد المزارعين وتوعيتهم بأنواع المحاصيل الزراعية ذات الإنتاجية المرتفعة، وكذلك الاعتماد على الزراعة بواسطة التقطير (الزراعة المائية بدون تربة)، ودعم المزارعين المواطنين من خلال شراء محصولهم، وتوفير البذور والأسمدة لهم بأسعار تشجيعية.



يتطلب تحقيق الأمن الغذائي أو معالجة الفجوة الغذائية في دول مجلس التعاون التي تقف الأسباب الطبيعية حائلا دون تحقيق اكتفائها الذاتي من السلع الغذائية، وحتى الصناعات القائمة على المنتجات الزراعية لا تتم إلا في ظل تكامل اقتصادي عربي يسهم في تقليص الفجوة الغذائية ثم يحقق الأمن الغذائي العربي، وبالتالي الاستقرار المعيشي والاقتصادي للشعوب والدول العربية قاطبة، ومنها دول مجلس التعاون، وفي الوقت ذاته يفتح آفاقا عريضة أمام رؤوس الأموال والاستثمارات العربية ومنها استثمارات القطاع الخاص الخليجي.



تتوقع العديد من التقارير الاقتصادية أن دول الخليج ستعاني خلال الفترة القادمة من أزمة غذائية حقيقية، حيث إن تكلفة التأمين الغذائي للشعوب الخليجية مرتفعة جدا، فيما هناك دول عربية تملك مقومات زراعية كبيرة وقادرة على تغطية العجز الغذائي ومواجهة أزمتها الغذائية وأزمة غيرها من دول مجلس التعاون، فإن المعالجة الأولى تكمن في تفعيل كل أسباب التكامل الاقتصادي العربي وإزالة كل العقبات أمام انسيابية رأس المال من دول الفائض إلى دول الزراعة بما في ذلك عزل السياسة عن التدخل في شؤون التكامل الاقتصادي العربي.



ختاما، إن الخروج من المأزق الذي يواجه الأمة العربية بكاملها ومنها دول مجلس التعاون يستوجب تحقيق التكامل الاقتصادي، وهذا النوع من التكامل كي يكون فاعلا ومؤثرا ويحقق الأهداف يتطلب إرادة شعبية حقيقية وفاعلة، ذلك إن وجود إرادة شعبية حقيقية يعني إحداث التكامل الفاعل وتمكين الأمة من مواجهة مختلف تحدياتها، والخروج من مأزقها التاريخي، وترجمة أهداف أمة عانت طويلا من أزماتها المزمنة، وتحدياتها المستفحلة، وبالإرادة الشعبية هذه تستطيع الأمة العربية تحقيق استقلالها الاقتصادي، وعدم تمكين دول ومؤسسات أجنبية من التحكم في مصيرها وانتظار معوناتها والارتهان لقرارات مؤسسات اقتصادية دولية، وبالإرادة السياسية تستطيع هذه الأمة تحقيق استقلالها الاقتصادي من خلال تنمية مستدامة واستقرار اجتماعي وسياسي دائم وحقيقي وصلب، (فلا خير في أمة تأكل ما لا تزرع وتلبس ما لا تصنع).