من نصدق.. أفيدونا!

الاحد - 12 فبراير 2017

Sun - 12 Feb 2017

كثرت الإشاعات الكاذبة التي يتناقلها الناس عبر طرق التواصل الاجتماعي والتي تعد اليوم همزة وصل بين الكثيرين. والعجيب أنه ما إن تنته شائعة حتى تلاحقها أخرى، وما إن يبث خبر حتى تقوم جهات أخرى بتكذيبه. ونتساءل: من المسؤول عن ذلك التلاعب والاستخفاف بعقول الآخرين؟ من يؤجج تلك الزوبعة الإخبارية ويثيرها بين أوساط الناس؟

مع الأسف نحن من يساهم بنشرها! قد يكون بدافع التحذير من منتج مضروب، أو بقصد نشر الوعي بين أناس غافلين عما يدور من حروب داخلية وصراعات بين تلك المؤسسات التجارية والشركات. نعم فكل شركة تضرب أختها، وكل مؤسسة تحارب الأخرى لتظهر هي بالصورة المثالية الرائعة لتسهيل مبيعاتها، ونحن من نقوم بدور المروج والوسيط في آن واحد!

نحن من نساهم في طرح منتج فاسد بالأسواق، ونشجع على شرائه ونكون سببا في إزاحة بعض السلع الرائعة وكسادها، ولو كانت تتمتع بمميزات ذات جودة عالية دون أن نعلم.

نعم، نحن من يلعب ذلك الدور وبجدارة. هل نعيش في فراغ لننتظر إذاعة تلك الأخبار فنبادر فورا بتفعيلها ونشرها دون النظر إلى ما إذا كانت تلك الإشاعة تتضمن بعض الافتراءات والأكاذيب الباطلة والتهم الملفقة لتزيح الآخرين عن طريقها، وهل توقف الأمر عند هذا؟

لا، بل تناقل إلى مسامعنا بعض القصص المحزنة المبكية والتي قد تكون في كثير من الأحيان من نسج خيال المتوهمين لنكتشف أنها إشاعة أيضا.

كفانا حزنا وبكاء، يكفينا سماع تلك الدراما المحزنة التي قد يتسلى بكتابتها بعض الفارغين، وهلا سخروا تلك الطاقة واستغلوا ذلك الخيال في كتابة بعض القصص الهادفة التي قد تحفز الفكر وتقدم الفائدة.

ومن المضحك المبكي أننا لا حظنا مؤخرا صدور بعض الشائعات التي تشكك في استعمال بعض العقاقير الطبية التي لطالما خففت آلامنا منذ عشرات السنين. ومنعت عنا أغذية تربينا عليها منذ الصغر لنعلم مؤخرا أنها ضارة بالصحة، لقد تضاربت الأقوال مع الأفعال. أنكذب تجارب أجدادنا وخبرة عشرات السنين، أليست التجربة خير برهان؟! فمن نصدق، أفيدونا يا خبراء الصحة.