تخير ما تشاء..!

السبت - 11 فبراير 2017

Sat - 11 Feb 2017

قرأ، ثم قرأ، ثم قرأ، ثم ألحد.

وقرأ ثم قرأ، ثم صار قاتلا متطرفا في قتله.

ثم قيل: لا تقرؤوا، وأغلقوا الكتب، ولا تفتحوا كتب الفقه فهي موئل الفساد ومحور الفتك بالناس من حيث لا يشعرون، فماذا نقول، وبماذا نرد؟!

إن الكتاب هو أقرب ما يكون إلى ميدان في وسط إحدى المدن وتخرج منه شوارع وأزقة كثيرة، وكل واحد منها يخرج بنا إلى مكان، فشارع في نهايته ماخور، وآخر في نهايته جامع كبير، وثالث ينتهي بصاحبه إلى خمارة، ورابع يذهب بك إلى قصر.

فهل من حكمة المرء أن يأتي مناديا فيقول: ألغوا هذا الميدان واهدموه، فإنه يأخذنا إلى الماخور والخمارة؟! أم إن الصواب لو قلنا، اعرفوا كل طريق وما يقود إليه، ثم تجنبوا الولوج في الذي يوردكم المهالك.

ولو وقف كل إنسان ذات الموقف مع الكتب فعدها هذا الميدان، فتخير منها خير طرقها وأحسن مسالكها فقرأ في الموطأ لمالك والأم للشافعي وتتلمذ على مسند أحمد وخراج أبي يوسف لصار عندها عالما بالفقه.

وإن نحا إلى الثعالبي وكتابه وابن مالك وألفيته و»كتاب» سيبويه لصار من كبار أهل العربية.

وكذا، إن غامر فقرأ في شمس المعارف وغيره من كتب السحر والشعوذة لصار في آخر أمره من أهل السحر والفسق، وكذا، كل مذهب من مذاهب القراءة له في آخره ما ينبئك عنه أوله، فاعلم أول أمرك، لتكون على علم أين سيكون آخره.