شاهر النهاري

أنا ومركز المعلومات الوطني

السبت - 11 فبراير 2017

Sat - 11 Feb 2017

أتذكر قبل نيف وثلاثة عقود أني كنت بصحبة أحد أصدقائي، والذي التحق حينها بالعمل في وزارة الداخلية، وكان يسعد كثيرا بأن يخصني ببعض المعلومات السرية، ويهس، وهو يطلب مني عدم الخوض فيها!



وكنا نمر من جانب مبنى ضخم غامض المعالم، حيث لم يكن عليه لوحات تدل على كنه محتواه!



وعندها أسر لي صديقي وهو يتلفت يمنة ويسرة بأن هذا المبنى نواة مركز المعلومات الوطني، فزادت دهشتي وعجزت عن الاستيعاب، ليوضح لي أنه يحتوي على جميع الوثائق والمعلومات القديمة والحديثة عن هويات الشعب السعودي، وعن شؤونه الخاصة والعامة، وجميع ما تهتم الدولة بتوثيقه، وتأمينه بشكل دائم.



حقيقة أني لم أستوعب تلك الشمولية ساعتها، فاستنبت عقلي ما زرعته في رؤوسنا الدراما العربية من أعمال المباحث، والاستخبارات، و(الكلام اللي يودي في ستين ألف داهية)!



وقد تداعت لمخيلتي هذه الذكرى المضحكة قبل الأمس عندما قدمت لي دعوة كريمة من إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية لزيارة المركز الوطني للمعلومات، فتسارعت بمخيلتي الصور، وزاد التشويق.

هذا الصرح المعلوماتي التقني الذي أنشئ 1399هـ بفكرة إبداعية مبنية على أسس مستقبلية سباقة، وبالاعتماد كلية على التقنية البحتة، والأليات المتطورة، التي لا تهاب المستقبل بل تحترمه، وتتسارع في صعود درجاته، لتسبق كل التوقعات فيما يخص الهوية، والتدوين، والحفظ، ومناطق حماية المعلومات..مركز رئيس تغذيه مراكز فرعية بجميع مدن المملكة، وتستقي منه المعلومات الموثقة جميع أجهزة الدولة والمؤسسات الوطنية.



وكانت زيارتي مع عدد من الإعلاميين زيادة في العجب لنا والفخر، بانفتاح وزارة الداخلية على الإعلام، باعتباره شريكا لها في النجاح.



وتختصر (رؤية المركز) بتحقيق التميز في تقديم خدمات ذكية، ومستدامة، وآمنة.



وبأسئلتنا، والأجوبة الدقيقة من العاملين هناك وجدنا أن لتلك العبارة تفرعات وشمولية تدهش العقول.



وتتلخص (رسالة المركز) بإتاحة حلول وخدمات تقنية ريادية لوزارة الداخلية والجهات الحكومية، لحماية أمن الوطن، وتسهيل تقديم خدمات ذكية للمواطنين والمقيمين والزائرين.



وكان ما رأيناه على أرض الواقع أعظم، وأشمل وأكثر دقة وجودة مما يتخيله العقل.



وكانت مهام المركز الأساسية:



1. تأمين أنظمة تقنية لجميع قطاعات وزارة الداخلية.

2. تطوير و(ميكنة) نظم العمل (المعلومات) في قطاعات الوزارة.

3. تطوير أنظمة وأجهزة المركز الآلية، وتحسين مستوى الأداء.

4. مساندة أجهزة وقطاعات الوزارة في الاستفادة من خدمات وإمكانات المركز.

5. تخطيط وتنفيذ البرامج التدريبية ذات العلاقة بمجال عمل المركز.

6. التنسيق مع الجهات التقنية وتمثيل الوزارة في مجالات تقنية المعلومات.



وكل فقرة من تلك المهام يتفرع منها تعداد ضخم من المسؤوليات والرجال والعقول والخبرات، والحواسيب العملاقة، التي لا تبقي ولا تذر.



خطوات تطوير سنوية، وعمليات تحكيم عالمية، وحماية تامة، ومناعة من أخطار الغزو الالكتروني وفيروساته، سواء من الداخل أو الخارج، وباستخدام خبرات وأياد سعودية شابة، تتحدى (الهكرز).



حقيقة لقد تغيرت صورة هذا الكيان في مخيلتي، كما سمت طموحات وزارة الداخلية في عيني، والتي تمثل حصن الأمان والاستقرار لهذا البلد العظيم، فتشعرنا جميعا بالفخر بما فيها من إنجازات، وبمن يقوم عليها من رجالات عظام على رأسهم ولي العهد الأمين وزير الداخلية.



[email protected]