فوضى النقد

الجمعة - 10 فبراير 2017

Fri - 10 Feb 2017

النقد هو مؤشر لوجود حراك عقلي، وهو أداة نستعملها وليس غاية نستهلكها لهوى النفس. حاليا نحن أمام فوضى وظاهرة مرضية تمارس من منطلق الأنا المذمومة كأداة لبث الشحناء والبغضاء وزرع الأحقاد وإثارة الضغائن وتصفية الحسابات.

فئة من الناس تتخذ موقف الخبير العارف لأي شيء، ومكتشف العيوب في كل سبل الحياة، لمناكفة كل جميل ليس على هواه، وهذا هو الناقد لأجل النقد، الناقد لهوى النفس لدرجة أصبح النقد عنده وطرا لا بد من قضائه، وكما أن هناك شهوات أخرى فهناك شهوة النقد وهي أشد فتكا ببدن الإنسان. عموما النقد بحد ذاته ظاهرة صحية وأحد عوامل البناء والتطوير لما له من إيجابيات ولكن، عند تفهم معناه واستقراء بروية للحالة والوضع المنقود، والتثبت من صحة ذلك، وخلاف ذلك يكون النقد ظاهرة مرضية خطيرة لهدم المجتمع.

لذا لا بد أن يكون الناقد نقده بناء وإيجابيا في طرحه يوضح الخطأ والقصور ويقترح الصواب، وعلى الطرف الآخر تقبل النقد بصدر رحب، بل يسعد أن محبيه ومشاركيه في المجتمع يريدون له الخير، وسعوا صدوركم وتقبلوا النقد، وعلينا أن نربي أنفسنا وأولادنا على تقبل النقد،لا على المدح والتطبيل، ولا على مبدأ (رد الصاع صاعين).

ختاما، النقد كالمطر ينبغي أن يكون يسيرا بما يكفي ليغذي نمو الإنسان دون أن يدمر جذوره.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال