من لا يريد الاهتمام والتقدير؟

الجمعة - 10 فبراير 2017

Fri - 10 Feb 2017

الاهتمام والتقدير يريد الجميع أن يشعر بهما، فهما جزء من الحاجات النفسية الأساسية للإنسان، فاهتمامك وتقديرك لمن حولك يزيدان من ارتباطك بهم وارتباطهم بك، ويقوي علاقاتك الاجتماعية ويشعرك بالثقة والأمان، والعكس أيضا صحيح، بمعنى أن غياب الاهتمام والتقدير يؤدي إلى تبلد المشاعر والأحاسيس والجفاء والعزلة الاجتماعية، ويعتبر ذلك عند علماء النفس سلوكا مرضيا يحتاج إلى علاج خصوصا عند الأطفال.

«كيلي سكوارتز» معلمة في إحدى المدارس الابتدائية الأمريكية، أرادت في أحد الأيام التقرب من طلابها وطالباتها الصغار، ومعرفة ما يشغل بالهم وتفكيرهم، طلبت «كيلي» من طلابها وطالباتها أن يكتبوا ماذا يتمنون أن تعرف عنهم، فكانت إجاباتهم صادمة لمعلمتهم!

فطالب كتب: أتمنى لو عرفت معلمتي كم أشتاق لأبي، لأنه غادر إلى المكسيك حينما كان عمري ثلاث سنوات، ولم أره منذ ست سنوات. أما إحدى الطالبات فقد أجابت: أتمنى لو عرفت معلمتي أن أمي لا تتواجد حولي معظم الأوقات.

وكتبت طالبة أخرى: أتمنى لو عرفت معلمتي أني قلقة لأن أمي تمرض كثيرا؛ وقد كانت في المستشفى الليلة الماضية.

وأجاب طالب آخر: أتمنى لو عرفت معلمتي أنه لا يوجد لدي أقلام رصاص في المنزل لأكتب بها واجباتي المنزلية!

عندما علقت المعلمة «كيلي» أوراق الطلاب الصغيرة في الصف تعاطف الطلاب والطالبات مع بعضهم وارتفعت درجة الاهتمام بالآخرين لديهم.

بعد ذلك نشرت إجابات طلابها على مواقع التواصل الاجتماعي فقرر كثير من المعلمين في أمريكا القيام بالتجربة نفسها، وأرسلوا النتائج إليها، فجمعت نتائج إجابات الطلاب التي أرسلها لها المعلمون، ونشرتها في كتاب بعنوان «أتمنى لو عرفت معلمتي» أوضحت فيه كيف يمكن لسؤال واحد أن يغير كل شيء بالنسبة لأطفالنا، وأنهم بحاجة إلى إظهار الاهتمام والتقدير لهم والتقرب منهم ومعرفة ما يشغلهم..!

أخيرا، تجربة المعلمة « كيلي» يمكن تطبيقها في جميع علاقاتنا الاجتماعية مع الكبار والصغار، لذلك أظهر الاهتمام والتقدير لمن حولك، تفقدهم واسأل عنهم فلربما كانوا بحاجتك، تفقد زوجتك وأبناءك، وأقرباءك، وجيرانك، وأصدقاءك وزملاءك في العمل حتما ستجد أن الكثير منهم بحاجتك وأنت لا تعلم!

كن أنت المبادر دائما بالسؤال عنهم، قد تسأل نفسك لماذا أكون أنا أول من يهتم بالآخرين ويسأل عنهم، لم لا يبادرون هم؟! هذا السؤال الذي طرحته على نفسك سيدمر علاقتك بكل من حولك، أحسن الظن بهم، فربما كان لديهم ما يشغلهم ويمنعهم عن السؤال عنك وأنت لا تعلم.