المطيري: نظامنا التعليمي أفلاطوني
الخميس - 09 فبراير 2017
Thu - 09 Feb 2017
ربط مؤسس الحلقة الفلسفية بالنادي الأدبي في الرياض الدكتور عبدالله المطيري بين النظام التعليمي والفيلسوف اليوناني أفلاطون، من حيث إلغاء الأول لكيان الطالب وتحويله إلى مجرد جزء من عملية إنتاج ذوات متشابهة، فيما اعتبر أفلاطون دكتاتورا.
ووصف جمهوريته الفاضلة بـ»المرعبة» عندما أصر أفلاطون بشكل أحادي على وضع إطار مسبق لكل شخص فيها دون الاعتراف بكينونة أي منهم ولا برأيه ومدى ملاءمته للدور المحدد له. وحسبما ذكره الدكتور المطيري في ندوة (التربية كضيافة) التي قدمها أمس الأول في الملتقى الثقافي في الرياض فإن النظام التعليمي يقوم بشيء مشابه لما فعله أفلاطون، كونه لا ينظر إلى الطالب على أنه آخر، وإنما بمثابة شبيه يتم اعتباره طالبا جيدا بقدر ما كان متماهيا مع القالب المعد له سلفا، وبالتالي يعد الطلاب بالطريقة نفسها ليتشكلوا وفقا لتلك القوالب.
جاء هذا في سياق محور (نقد الأخلاق المثالية) الذي ناقشه الدكتور المطيري ضمن مقاربته التي قارن فيها بين النظامين التعليميين في المملكة وأمريكا، معتبرا أن الأول يلغي كيان الطالب، فيما يلغي الثاني شخصية المعلم كليا، على اعتبار أنه يجب أن يبقى مجرد أداة لتسهيل عملية تعليمية ترتكز على الطالب أولا وأخيرا.
كيف نؤسس علاقة الطرفين دون التضحية بآخرية أي منهما؟ من هنا اقترح المحاضر فكرة (الضيافة) كإجابة للسؤال السابق وكنهج لتطبيقه في المدارس، ويبرر هذا الاقتراح بقوله (الضيافة طاقة أخلاقية موجهة للترحيب بالآخر كآخر، ولا تسعى لتحويله إلى شبيه) مشددا في الوقت نفسه على المسؤولة الأخلاقية للمدارس والتي تكبر كلما كان عمر الطالب أصغر.
واستحضر المحاضر وصف المفكر ليفيناس للضيافة على أنها (نقيض الأنانية)، موضحا أن المدرسة المضيافة هي التي تسعى بالدرجة الأولى إلى مساعدة المجتمع، كما أن المعلم المضياف هو شخص يعتقد أن أهمية وجوده تكمن في العمل من أجل خدمة الآخرين، في حين أن المدرسة الأنانية هي التي تحتكم فقط إلى تطبيق النظام الإداري، بغض النظر عن دورها الأخلاقي.
«ساعدت ثقافة المجتمع في نشوء مفهوم المدارس الأنانية، وتأصلت عبارة شهيرة للآباء عند تسجيل أبنائهم في المدارس و(لكم اللحم ولنا العظم)، بل إنني أعرف مدرسة رد أحد معلميها على هذه العبارة مازحا (نحن نأخذ اللحم والعظم معا)».
منصور العمر
«غياب فكرة الضيافة هو أحد أسباب الأزمات العالمية التي نراها حاليا، وبشكل خاص مشكلة اللاجئين».
الدكتور سعد البازعي - ناقد وأكاديمي
ووصف جمهوريته الفاضلة بـ»المرعبة» عندما أصر أفلاطون بشكل أحادي على وضع إطار مسبق لكل شخص فيها دون الاعتراف بكينونة أي منهم ولا برأيه ومدى ملاءمته للدور المحدد له. وحسبما ذكره الدكتور المطيري في ندوة (التربية كضيافة) التي قدمها أمس الأول في الملتقى الثقافي في الرياض فإن النظام التعليمي يقوم بشيء مشابه لما فعله أفلاطون، كونه لا ينظر إلى الطالب على أنه آخر، وإنما بمثابة شبيه يتم اعتباره طالبا جيدا بقدر ما كان متماهيا مع القالب المعد له سلفا، وبالتالي يعد الطلاب بالطريقة نفسها ليتشكلوا وفقا لتلك القوالب.
جاء هذا في سياق محور (نقد الأخلاق المثالية) الذي ناقشه الدكتور المطيري ضمن مقاربته التي قارن فيها بين النظامين التعليميين في المملكة وأمريكا، معتبرا أن الأول يلغي كيان الطالب، فيما يلغي الثاني شخصية المعلم كليا، على اعتبار أنه يجب أن يبقى مجرد أداة لتسهيل عملية تعليمية ترتكز على الطالب أولا وأخيرا.
كيف نؤسس علاقة الطرفين دون التضحية بآخرية أي منهما؟ من هنا اقترح المحاضر فكرة (الضيافة) كإجابة للسؤال السابق وكنهج لتطبيقه في المدارس، ويبرر هذا الاقتراح بقوله (الضيافة طاقة أخلاقية موجهة للترحيب بالآخر كآخر، ولا تسعى لتحويله إلى شبيه) مشددا في الوقت نفسه على المسؤولة الأخلاقية للمدارس والتي تكبر كلما كان عمر الطالب أصغر.
واستحضر المحاضر وصف المفكر ليفيناس للضيافة على أنها (نقيض الأنانية)، موضحا أن المدرسة المضيافة هي التي تسعى بالدرجة الأولى إلى مساعدة المجتمع، كما أن المعلم المضياف هو شخص يعتقد أن أهمية وجوده تكمن في العمل من أجل خدمة الآخرين، في حين أن المدرسة الأنانية هي التي تحتكم فقط إلى تطبيق النظام الإداري، بغض النظر عن دورها الأخلاقي.
«ساعدت ثقافة المجتمع في نشوء مفهوم المدارس الأنانية، وتأصلت عبارة شهيرة للآباء عند تسجيل أبنائهم في المدارس و(لكم اللحم ولنا العظم)، بل إنني أعرف مدرسة رد أحد معلميها على هذه العبارة مازحا (نحن نأخذ اللحم والعظم معا)».
منصور العمر
«غياب فكرة الضيافة هو أحد أسباب الأزمات العالمية التي نراها حاليا، وبشكل خاص مشكلة اللاجئين».
الدكتور سعد البازعي - ناقد وأكاديمي