عبدالله المزهر

لست جادا أيها العالم.. فكف عن الشكوى!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 08 فبراير 2017

Wed - 08 Feb 2017

شنق جماعي، تعذيب حتى الموت، حرمان من الدواء والغذاء، وكل ما يمكن أن يتصور من بشاعة في آخر مراحل تحول الإنسان إلى مسخ عدو للحياة ولنفسه. هذا هو التصور المبدئي لمعتقلات الطغاة التي يبرز سجن «صيدنايا» اليوم كممثل لها ولانحدار البشرية إلى أسفل سافلين.



هذه المعتقلات وإن دلت ظاهريا على البطش وانعدام الرحمة، إلا أنها في حقيقتها دليل على الجبن والخسة والدناءة. فالشجعان لا يعذبون ولا يقهرون ولا يذلون مخالفيهم. وتعذيب المعارضين والبطش بهم ليسا دليل قوة، ولكنهما دليل ضعف وجبن، فالذي تخيفه الكلمة ويرعبه الرأي لا شك أنه مما سواهما أخوف.



وقد يبدو مفهوما أن يكون مسخ بشري مثل بشار الأسد معجبا بنفسه، وأن تكون تصرفاته محل قبول من حلفائه الذين يرون في وجوده وسيلة قذرة لغايات أقذر. لكن العصي على الفهم هو أن يكون وجوده مقبولا لدى العالم المتحضر الذي لا يكف عن الحديث عن الحريات وحقوق البشر وعن الإرهاب وتعريفاته وتصنيفاته وأنواعه وأشكاله.



إذا لم يكن هذا إرهابا وإجراما فما هو التصنيف الذي يمكن أن نضع فيه من يشنق في سجونه ثلاثة عشر ألف إنسان، ويبتلع البحر مثلهم من الذين فروا من الموت إلى الموت، ويقتل بشكل مباشر ببراميله خارج السجون والبحار أضعاف أضعاف هذه الأرقام. ثم يتسبب هو وأشباهه وأمثاله في وجود ما هو أبشع من القتل، وهو أن يكون للقتلة في داعش وشبيهاتها مبرر في الوجود. وأن تكون غاية حياة البشر هي أن يختاروا في صف أي قاتل يقفون.



وهل من متطلبات التصنيف كإرهابي أن يكون المجرم ملثما ذا لحية كثة يتكلم الفصحى ويردد آيات قرآنية وهو يقتل الناس!



وعلى أي حال..



إن كان العالم جادا في حل مشكلة الهجرة واللجوء والإرهاب فإن الحل الذي يراه كل بصير أن يقف العالم في وجه من يحول البشر المسالمين المحبين لأوطانهم إلى مهاجرين ولاجئين وإرهابيين، وإن لم يكن جادا فلعله يكف عن الشكوى لأنها ستكون شكوى لا مبرر لها من داء لن ينقطع.





[email protected]