عبدالإله الجبل

هيبة الرقم 60

الاثنين - 06 فبراير 2017

Mon - 06 Feb 2017

‏لفت انتباهي تكرار الرقم 60 في أغلب الدراسات الحديثة ونسبة النتائج المرتبطة بهذا الرقم مما جعلني أتتبع ارتباط هذا الرقم لدينا، ففي العام 1974 ارتفعت حصة الحكومة السعودية إلى 60% و كانت المملكة إحدى الدول الخمس المؤسسة لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، وذلك في شهر سبتمبر 1960، ‏وفي عام 1972 وصلت نسبة الأمية إلى 60%.. ‏إلى هنا وتلك النسب طبيعية وبعيدة عن التعجب.‏

‏لكن الشيء الغريب أن الرقم 60 استمر بيننا إلى القرن الواحد والعشرين وتأتي التصريحات تباعا بثبات النسبة على هذا الرقم، فعلى سبيل المثال 60% من السعوديين لديهم إما زيادة في الوزن أو سمنة، ليتبعه تصريح أحد أعضاء الشورى بأن 60% من الشباب دواعش!

‏وعلى ذمة وزارة الإسكان هناك تصريحات ودراسات تؤكد أن 60% من المواطنين يملكون مساكن!

‏وأنا سأدلي بتصريح «من جيبي» إذ من المحتمل أن تبلغ من العمر 60 سنة أو أكثر ولا تملك مسكنا للأسف وهو الأمر الذي يشكل أكبر هاجس يؤرق الشباب والشيبان والعائلات.‏

‏كل تلك الستينيات بالأعلى بكفة وتصريح معالي وزير المالية بكفة أخرى إذ صرح معاليه بأن 40% يستحقون الدعم 100% وهذا ما لا يستوعبه العقل ولا المنطق وأن الـ60% تعود مرة أخرى كنسبة لمن هم بالطبقة فوق المتوسطة والغنية للمواطنين، ولو ألقى نظرة على الضمان وحافز والكم الهائل للمعطلين لتجنب التصريح بتلك النسبة.

‏وحتى مقولة بـ60 داهية لها سبب لارتباطها بهذا الرقم، ‏والبعض يعتقد أنها للامبالاة، والصواب أنها قيلت كتبرير لمعركة تاريخية قتل فيها الكثير، وعندما جاؤوا معاتبين قيس بن المكشوح عن كثرة القتلى أجابهم بـ 60 داهية، وكان يعني رجاله الستين الذين ثأر لهم وكناهم بالداهية مدحا بذكائهم ورجاحة عقولهم.

الطريف حتى تصريح وزير الخدمة المدنية كان بين ثناياه إشارة للعدد 60 إذ حدد إنتاجية الموظف السعودي بالعمل بمعدل 60 دقيقة، وهي ما يعادل ساعة.

‏حقيقة، هذا أمر محير جدا أن نصل إلى تلك النسب المرتفعة دون دراسات، ويبدو أن الرقم 60 هو أقرب مخرج لحل الصعاب.