إبراهيم خليل البراهيم

تكريم الأموات!

السبت - 04 فبراير 2017

Sat - 04 Feb 2017

التكريم والاحتفاء بإنجاز وعطاء المتميزين والمبدعين سلوك سام ونبيل، لكن مؤخرا أصبحنا لا نكرم الشخص إلا بعد وفاته!



لا أعلم هل هو تكريم أم إحساس بتأنيب الضمير تجاه المتوفى واعتذار منه أو أننا كنا نغفل جمال ما يقدمه وينتجه طوال حياته وكان ينبغي أن يفارق الحياة حتى نعترف بتميزه ونجاحه!



تكريم الشخص بعد وفاته قد يستفيد منه الجميع باستثناء المتوفى الذي أفنى عقودا متواصلة بالعطاء والإنجاز وخدمة الدين والوطن، وغادر الحياة دون تقدير لعلمه وعمله ومجهوداته. تخيل أن تقيم حفل زفاف دون حضور العريس، هل يكون لحفل الزفاف أي معنى؟



هي دعوة لنا جميعا أن نحتفي بكل متميز ومبدع، والوطن يحوي في كل بقعة منه العديد من المتميزين والمتميزات الذين يستحقون الإشادة والثناء في المجالات كافة، والمحافل والمؤتمرات والمناسبات الإقليمية والدولية قدمت للعالم أجمع العديد من النماذج المبهرة لأبناء الوطن، لنكرمهم اليوم ونحفزهم ليكونوا أفضل وأفضل لذواتهم ولخدمة دينهم ووطنهم.



كما أن التكريم ليس ضروريا أن يكون لشخص طاعن في السن تجاوز الستين أو السبعين من العمر، بل يجب الاحتفاء بالعديد من الشباب والشابات الذين حققوا جوائز عالمية ولهم مساهمات مجتمعية واكتشافات واختراعات وأوراق علمية وبحثية مميزة ليكون ذلك الاحتفاء وقودا لهم للاستمرار وبذل مزيد من المجهودات.



محزن جدا تسمية المدارس، خاصة مدارس البنات بأرقام لا معنى لها، والأكثر حزنا أن نبحث عن أشخاص في دهاليز التاريخ لتسمية شوارعنا بأسمائهم وبيننا العديد من المتميزين والمبدعين الذين يستحقون أن تسمى المدارس والشوارع بأسمائهم تقديرا لمجهوداتهم ولتخليد ذكراهم. أتمنى أن تتبنى وزارة التعليم ووزارة الشؤون البلدية والقروية كونهما المعنيتين بهذا الخصوص مبادرة وطنية لتكريم المبدعين والمتميزين من أبناء وبنات الوطن، وأن تبرز النماذج المعاصرة الناجحة للنشء لتحفيزهم بأن هؤلاء كانوا بيننا بظروفنا والمعوقات التي تواجهنا فسها، بل قد تكون أصعب، وحققوا كل هذه الإنجازات والإبداعات لتكون كبسولة إيجابية لجيل المستقبل لبذل مزيد من المجهودات والعمل الجاد للوصول لوطن قوي بشبابه يحقق طموحاتنا وتطلعاتنا جميعا.



ومضة: لنكرم الأحياء ونحفزهم ونتوقف عن تكريم الأموات، لتكون حياتنا وواقعنا أجمل؛ شبابنا وشاباتنا يستحقون منا التكريم والاحتفاء.