إزعاج الواتس اب

السبت - 04 فبراير 2017

Sat - 04 Feb 2017

تكاد لا تنفك من مجموعة إلا أقحمت في أخرى، وتجدها مثل سابقتها نقاشات جلها عقيمة وبدون فائدة مرجوة، حديثي هذا عن مجموعات الواتس اب التي أصبحت صداعا مزمنا لا يمكن التخلص منه سوى بحذف البرنامج برمته.



وقد رتبتها حسبما أراه إلى أصناف عدة، فمنهم صنف الكورجية وهي مجموعات لمحبي كرة القدم، حيث يقدم المشجع المتعصب لفريقه أخبار ناديه ونجومه المفضلين وأغلب حواراته سب ودعاء على الفريق الخصم، ودائما هذا العضو في القروب يطرد من المجموعة بسبب أن أعضاءها غير مهتمين بالرياضة، أو من عشاق الفريق الآخر، ومجموعات الكورجية في العادة مثل «الجراد» في موسم تكاثره، حيث تتزايد المحادثات في هذه المجموعة حتى تصل إلى أرقام خيالية، وإذا لم تتدارك الأمر ستجد الموقف تحول إلى مشهد يذكرك بحراج سوق الخضار، فالكل يتحدث عن مزايا فريقه دون توقف، والحديث يطول ساعات وساعات، ويكون الحل الأمثل للوقاية من الإصابة بالصداع النصفي والشقيقة المزمنة، هو مغادرة المجموعة.



الصنف الثاني هو المجموعات النرجسية التي يحب أعضاؤها القصائد والأدب والثقافة، وهذه لا بأس فيها بحكم محبتي لهذا النوع الهادئ والراقي.



الصنف الثالث المجموعة الإخبارية، حيث يتسابق أعضاؤها على الأخبار سواء الصحيحة أو المغلوطة، وتكثر في مثل هذه المجموعات الإشاعات وترويجها، حيث السبق الصحفي هو الأهم وليس المصداقية والتثبت. أما الصنف الرابع من المجموعات فهو المجموعة الإسلامية، حيث تكثر فيها الأحاديث والتذكير والآيات وكأن جميع من بها حديثو عهد بالإسلام، فهي بمثابة تسجيلات إسلامية على هيئة مجموعة واتس اب.



ختاما، إننا ما زلنا نعاني من صعوبة في التعامل مع التقنية بالطرق الصحيحة، ويبقى أن نعترف أمام أنفسنا أننا كرسنا أوقاتنا في بعض التقنية التي انعكست فائدتها حتى جرت الصداع للرؤوس.