من خطب الجمعة

السبت - 04 فبراير 2017

Sat - 04 Feb 2017

صورة الفكر

«أفرزت طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي ممارسات غريبة من اللامبالاة بالآداب والأعراف وخلط الزين بالشين ورفع الكلفة المحمودة حتى أصبحت أنامل المرء هي صورة فكره أكثر من عقله ولسانه، وسهولة الوصول إلى هذه الوسائل وسهولة استعمالها أفرزت غيابا لهيبة الكلمة وعدم استشعار عظمتها وخطورتها حتى إنها أصبحت لدى كثير من الناس في مقام حديث النفس لا زمام له ولا خطاب، ولقد أزالت هذه القفزة كثيرا من التحفظات والحواجز التي لا يستطيع أحد أن ينطق بها بين شفتيه في مجلس ما لكن يمكن أن تجرؤ عليها أنامله من خلال لمسه للوحة المفاتيح الرقمية، ويتوهم بعض الناس أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل طريقا معبدا للثقافة لا ترى فيه عوجا، في حين أن الأمر خلاف ذلك تماما لأننا نكابد في زمننا هذا واقعا متسارع الخطى تتدفق إلينا معلوماته تدفقا شديدا عبر هذه الوسائل مما يؤكد اليقظة والحذر لما يمكن أخذه من بين سطورها وما يجب رفضه حتى لا نقع في شرك كنا نفر منه ونكون صيدا ثمينا لمآرب اللاعبين بالمجتمعات المتربصين بها الدوائر ليضربوا وعيها في مقتل أو على أقل تقدير لينجحوا في تأجيج إرهاب فكري يتنازعه طرف الغلو والجفاء وتكون ثمرة التنازع تبدلا في الهوية أو مسخا في أصول الفكر والثقافة.



والتروي في صحة المعلومة أو عدمها ضروري، خوفا من الإشاعة التي ستكون أقوى بمراحل من القدرة على تمحيصها ويصبح الاستعداد لقبولها أكبر من نفيها أو الرد عليها».



سعود الشريم - الحرم المكي



أعلى الكلام

«إن أعلى الكلام وأرفعه وأعزه ما كان ثناء على الله وخير الثناء ذكر الله بتوحيده وهو كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وهي أفضل الكلام وأطيبه وأحبه إلى الله فما نطق الناطقون بأحسن منها قولا ولا عمل العاملون بأفضل من مدلولها فعلا هي كلمة التقوى التي اختص الله بها أولياءه (وألزمهم كلمة التّـقوى) وهي أول واجب على العباد علما وعملا وهي آخر واجب، وهي نجاة العبد في قبره وعليها يثبت عند السؤال، ولأهمية كلمة التوحيد في كل لحظة من حياة الإنسان فقد جاءت بها الشريعة وحثت على ملازمتها في كل أحواله وشؤونه فيصبح المسلم ويمسي ناطقا بها في جل أذكاره، وإن علم كلمة التوحيد والعمل بها شرط بالإجماع لحصول مقتضاها الوارد في النصوص فالمراد منها مع اللفظ حقيقتها ومعناها والعمل بمقتضاها والبعد عما يضادها أو يناقضها فمعناها نفي الألوهية بحق عما سوى الله وإثباتها لله وحده فلا معبود حق إلا الله ولا يستحق العبادة أحد سواه، وكلمة التوحيد قائمة على نفي وإثبات، فالنفي وحده إنكار والإثبات وحده لا يمنع الإشراك، والتوحيد لا يكون إلا بمجموع الأمرين نفي الألوهية الحق عما سوى الله وإثباتها لله وحده».



عبدالمحسن القاسم - الحرم النبوي



شيم الكرم

«إن العفو والصلح من الأخلاق والصفات الحميدة، فقد أمر الله بهما في كتابه، والله جل وعلا قد وضع الأجر الكبير في العفو، وهو من الأخلاق الحميدة، وبين الزوجين يجب أن يكون هناك عفو، فإن الزوجين هما عماد البيت، فمتى ما استقام الزوجان استقام البيت، فقد يرتكب أحد خطأ يسيرا فتزيد المشاكل، فالعفو من شيم الكرم، فلا بد من العفو والمصالحة والمسامحة بين الزوجين، كما أن صلة الرحم من أفضل الأعمال إلى الله، يقول صلى الله عليه وسلم «من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه»، فالعفو من شيم المؤمن الصالح، والمسلم مطالب بالعفو ليحل الخير، فالعفو خلق حميد، يعفو القوي عن الضعيف والغني عن الفقير».



عبدالعزيز آل الشيخ - جامع الإمام تركي