دخيل سليمان المحمدي

كلام جرائد

الجمعة - 03 فبراير 2017

Fri - 03 Feb 2017

تعمدت أن أعنون مقالي بهذا المصطلح الذي كان يستخدمه كثيرون للتعبير عن عدم الثقة في بعض الأخبار المنشورة في الصحافة أو التقارير الصحفية الصادرة عن صحيفة ما تجاه شأن معين أو قضية معينة. وذلك عندما كانت الصحافة جل اهتمامها فيما يهم القارئ من أمور سياسية واقتصادية وعلمية وطبية وأيضا رياضية، ولكن ربما يكون هناك زيادة أو نقص في تحرير الخبر، مما يسبب غضب القارئ عندما يكتشف الحقيقة، ولهذا أصبح بعض القراء لا يثقون في بعض الأخبار التي يتم نشرها عبر صحف معينة وإذا سأله عنها أحد يرد عليه بقوله (كلام جرائد) فعندها يغلق النقاش.



والآن أصبح مصطلح (كلام جرائد) لا يعبر عن عدم الثقة فقط، بل أصبح يعبر أيضا عن الكلام والأخبار التي لا معنى لها وهي التي أستطيع أن أطلق عليها الأخبار (الغثة) والتي للأسف الشديد انتشرت مؤخرا نتيجة تعدد الصحف وخاصة بعض الصحف الالكترونية التي تنشر في الدقيقة الواحدة عشرات الأخبار عبر مواقعها الكترونيا لعدم حاجتها لوقت الطباعة والتوزيع، حيث أصبحت تتسابق بنشر الغث والسمين، ولقد قرأنا في بعض الصحف أخبارا كانت مصادرها حسابات عادية من برنامج تويتر، ومثال ذلك ما قرأناه في تتبع أخبار تلك السيدة المريضة التي تقوم بين الفينة والأخرى بنشر مقاطع على حسابها الخاص متحدثة عن إعجاباتها وعن جمالها وعن قوتها، نسأل الله تعالى لها الشفاء ولجميع مرضى المسلمين. أيضا هناك صحف تقوم بنشر الخبر في أول الدقيقة ومن ثم تنفيه بآخرها والسبب يعود للهث والركض وراء السبق الصحفي دون التحقق والتريث والتبين، ويعود أيضا لاستخدام برامج التواصل الاجتماعي الشخصية كمصادر لها في بعض الأحيان.



أخي القارئ: عندما تقرأ مثل هذه الأخبار الغثة والرخيصة والتي لا معنى لها، إلا أنها مجرد حشو كلمات على موقع الصحيفة فقط لزيادة عدد الزوار الذين أجزم بأنهم يدخلون لقراءة هذه الأخبار تهكما وسخرية، فإنك ستتحقق بأن المصطلح (كلام جرائد) قد توسع في تخصصه، حيث أصبح يعبر عن (الكلام الحشو الذي لا فائدة فيه وحتى لو كان صحيحا)، بالإضافة إلى تخصصه السابق والمعروف.



آمل من رؤساء تحرير جميع الصحف -وخاصة الالكترونية التي أصبحت هي التوجه في عالم الصحافة على مستوى العالم- بأن يتريثوا في نشر الأخبار حتى لا تفتقد صحفهم الثقة والمصداقية وأن لا يصبحوا عونا في نشر الشائعات، -أن تتأخر في نشر الخبر خير من أن تنقل خبرا كاذبا- وأن يبتعدوا عن الاجتهادات الشخصية في تحليل الأخبار حتى لا يعيدوا أيام ذلك الكاتب المشهور الذي كان يترجم عندما يؤلف، ويؤلف عندما يترجم.