كالحمار يحمل جوالا!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 02 فبراير 2017
Thu - 02 Feb 2017
أسعد الله أوقاتكم وزادكم علما واطلاعا ومعرفة، مع أن هذا الدعاء قد يبدو شريرا فالجهل سعادة وراحة بال، لكنكم لا تحبون الخير فيما يبدو.
وبمناسبة المعرفة والجهل فالأمر نسبي، المعلومات التي يعرفها ولدي في الصف الخامس الابتدائي عرفت بعضها وأنا في الجامعة، وكنت أعتبر حينها مطلعا لا يشق له غبار، وكان الناس حولي في تلك الأيام يتعاملون معي وكأني «قوقل»، وكل ما في الأمر أني كنت أحفظ بضعة أبيات ـ نسيتها الآن ـ وأعرف أسماء الدول وعواصمها وحكامها وأسماء بعض المخترعين واختراعاتهم.
الموضوع الآن مختلف تماما، فالمعرفة لم تعد تحديا، وطفل في الابتدائي يستطيع أن يعرف بضغطة واحدة ما كنت تتفاخر بمعرفته وأنت في الجامعة.
لكن هل هذا الكم المعرفي الذي أصبح سهل المنال جعل منا بشرا أفضل؟ في الحقيقة لأني لا أعلم الجواب على وجه اليقين أميل إلى أن أجيب بالنفي.
لم تعد المعرفة في حد ذاتها هي التحدي، فهي سهلة ومتاحة يمكنني القول وبدون تحفظ إن الشخص الذي يعيش في هذا العصر وليس لديه حصيلة معرفية جيدة أو لا يحاول أن يتعلم شيئا جديدا «لغة أو مهارة أو تقنية» هو إنسان غبي لا يشك في غبائه إلا غبي مثله.
حتى أولئك الذين لا يحبون القراءة يمكنهم أن يجدوا مئات الكتب الصوتية التي تحمل آخرون عناء القراءة نيابة عمن لا يستطيع أو من لا يحب القراءة!
التحدي الحقيقي هو كيف تغيرنا هذه المعرفة إلى الأفضل، وكيف نستطيع أن نتعلم ما نحتاجه فعلا من معارف وهوايات.
وعلى أي حال..
حين تدفع من مالك ومن صحتك ثمنا لجهاز ذكي دون أن تحصل مقابل ذلك على معرفة أو فائدة، وتفني صحتك ومالك في متابعة إشاعات الواتس اب وشتم الناس في تويتر، والبحث عن فضائح أناس لا تعرفهم وملاحقة التافهين في الأرض فإن جهازك الذكي دليل غبائك، لأنك «كالحمار يحمل جوالا».
وبمناسبة المعرفة والجهل فالأمر نسبي، المعلومات التي يعرفها ولدي في الصف الخامس الابتدائي عرفت بعضها وأنا في الجامعة، وكنت أعتبر حينها مطلعا لا يشق له غبار، وكان الناس حولي في تلك الأيام يتعاملون معي وكأني «قوقل»، وكل ما في الأمر أني كنت أحفظ بضعة أبيات ـ نسيتها الآن ـ وأعرف أسماء الدول وعواصمها وحكامها وأسماء بعض المخترعين واختراعاتهم.
الموضوع الآن مختلف تماما، فالمعرفة لم تعد تحديا، وطفل في الابتدائي يستطيع أن يعرف بضغطة واحدة ما كنت تتفاخر بمعرفته وأنت في الجامعة.
لكن هل هذا الكم المعرفي الذي أصبح سهل المنال جعل منا بشرا أفضل؟ في الحقيقة لأني لا أعلم الجواب على وجه اليقين أميل إلى أن أجيب بالنفي.
لم تعد المعرفة في حد ذاتها هي التحدي، فهي سهلة ومتاحة يمكنني القول وبدون تحفظ إن الشخص الذي يعيش في هذا العصر وليس لديه حصيلة معرفية جيدة أو لا يحاول أن يتعلم شيئا جديدا «لغة أو مهارة أو تقنية» هو إنسان غبي لا يشك في غبائه إلا غبي مثله.
حتى أولئك الذين لا يحبون القراءة يمكنهم أن يجدوا مئات الكتب الصوتية التي تحمل آخرون عناء القراءة نيابة عمن لا يستطيع أو من لا يحب القراءة!
التحدي الحقيقي هو كيف تغيرنا هذه المعرفة إلى الأفضل، وكيف نستطيع أن نتعلم ما نحتاجه فعلا من معارف وهوايات.
وعلى أي حال..
حين تدفع من مالك ومن صحتك ثمنا لجهاز ذكي دون أن تحصل مقابل ذلك على معرفة أو فائدة، وتفني صحتك ومالك في متابعة إشاعات الواتس اب وشتم الناس في تويتر، والبحث عن فضائح أناس لا تعرفهم وملاحقة التافهين في الأرض فإن جهازك الذكي دليل غبائك، لأنك «كالحمار يحمل جوالا».