تحييد الكارهين!

الأربعاء - 01 فبراير 2017

Wed - 01 Feb 2017

أطرح هذه القضية لتسليط الضوء على مكمن حساس ومهم في عملية التنمية الفكرية والأخلاقية التي هي الأساس المتين لبناء حاضر ومستقبل يرتكز على وعي الفرد والمجتمع، لا على البنيان والأسوار العالية التي ليست مقياسا حقيقيا للتقدم.



إنني أتحدث عن الكراهية والكارهين. وأقصد بالكارهين أولئك الذين صارت الكراهية تجري منهم مجرى الدم وتظهر عن قصد وعن غير قصد على فلتات ألسنتهم.



أولئك الذين يكرهون كل من يختلف معهم أو مع توجهاتهم الضيقة، والتي لا تخدم إلا فئة محدودة. أكتب هذا ونحن في عصر تطوقه التحديات، ويقوم على التفاعل والتعاطي مع الآخر أكثر من أي وقت مضى، حيث إن عدم احترام اختلاف مرجعياتنا الثقافية والاجتماعية كبشر خُلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف سيجعلنا مترددين.



لا يمكن أن تخلق من مجتمعك ودولتك مجتمعا منتجا إنتاجا حقيقيا وهو ما زال في حيرة من أمره بين أن يساهم مع أخيه الإنسان في بناء الحضارة الإنسانية، وبين أن ينجر خلف الكارهين الذين ما زالوا يلعنون نصف العالم ويدعون على نصفه الآخر.



تحييد الكارهين وسيلة فعالة لتجفيف منابع الكراهية والعدوان على الآخر، إذ لا يمكن أن تتجه بوجهك لليمين وهناك من يدفعه لليسار، وكذلك لا يمكن أن تتقدم تقدما فعالا وهناك من لا يزال ينخر في سفينة التقدم ويجرها للخلف.



المجتمعات دائما تنتج وتزدهر في ظل وجود السلام والمحبة، وتضيع في الشعارات والأفكار السوداء في ظل وجود الكراهية والتشدد.



لا أحد يخطئ بين من يقوم بنشر التشدد والتكفير والعنف، وبين الوسطي والمعتدل الذي ينطلق من دعوة ديننا للتعارف والعمل المشترك لعمران الأرض.



بالمختصر لا داعي لتحليل فصائل الدم لنعرف الكارهين من غيرهم، هم يعبرون عن كرههم علانية، وإذا لم يتم تحييدهم فسيستمر التردد.