ممدوح محمد سبحي

«يا من شراله من حلاله عله!»

الاحد - 29 يناير 2017

Sun - 29 Jan 2017

كنت أسمع مثلا يقول (يا من شرا له من حلاله عله)، الآن وبفضل شركات الاتصال عشت المثل «لايف». عندما ترغب في الاشتراك أو تجديد الاشتراك تجد جميع الشركات تفتح لك جيوبها أقصد أذرعتها مرحبة بالزبون الضحية الذي جاء برجليه، أو الهواء رماه، المهم أنه وصل فيستقبل بابتسامة من الموظف ويودع بابتسامة مع تمتمة في مكنونات الموظف تقول مسكين هذا الضحية أو الزبون أو العميل، إلى هنا الأمور جيدة وطبيعية.



الصفحة أو الصفعة الأخرى عندما يكون هناك عطل أو خلل أو حتى استفسار تجد نفسك تحولت من عميل أو زبون إلى كرة قدم يتقاذفها الدعم الفني كما يسمون أنفسهم، فبعد الانتظار لمدة تصل إلى 35 أو 40 دقيقة تجد من يستفسر ويحقق معك ثم يقول لك تم حل المشكلة وانتظر ربع ساعة وستنتهي المشكلة، وأكيد معظمنا عارف أنها «تصريفة»، وبعد ربع ساعة - والخلل كما هو - تعاود الاتصال 40 دقيقة أخرى من الانتظار وإرغامك على الاستماع لعروض أنت كمستمع متأكد أنها مقلب، والدليل بعد الـ40 دقيقة انتظار يرد عليك الدعم الفني الآخر، ويبدأ التحقيق من جديد ويطلب منك عمل بعض الخطوات البدائية (طف الراوتر انفخ في الفيش..)، وحين تخبره أنك عملت ذلك مسبقا يطلب منك أن تراجع أقرب فرع لك! والجميل يخبرك «التقييم معك» ويطلب منك إعطاء تقييم مناسب للخدمة التي لم يقدمها! تقوم وتحمل نفسك وتراجع أقرب فرع، وتأخذ رقما وتنتظر دورك، وبعد طول انتظار يخبرك الموظف أن مشكلتك لا تحل هنا، ويجب أن تراجع أحد الفروع الرئيسة، فتحمل نفسك وأنت محبط أمامك خياران لا ثالث لهما إما تستعوض الله في فلوسك، أو تذهب مغبونا لأحد الفروع الرئيسة وتأخذ رقما وتنتظر دورك من جديد، وعندما يأتي دورك تفاجأ بلطمة أخرى وهي أن مشكلتك حلها لدى الدعم الفني، والدعم الفني الوحيد لا يوجد إلا في منطقة (الواق واق)، فضف وجهك وروح (الواق واق)، أو ارجع لأيام الصبا تلفون أرضي وفاكس، وإن أمكن بيجر وما أقول غير: يا من شرا له من حلاله عله.