تمزِّقنا الحياة ويرتقنا الموت!!

بعد النسيان
بعد النسيان

السبت - 28 يناير 2017

Sat - 28 Jan 2017

ليست هي المرارة الأولى التي يوحد فيها الموت ـ إمام الساخرين ـ جميع أطياف المجتمع على قلب رجل واحد، هو ـ هذه الجولة ـ الدكتور (سلمان العودة) ـ زاده الله يقينًا وبدَّل فقده دفقًا ـ فما إن فجع الناس بنعيه زوجته (هيا السياري)، وابنهما (هشام)؛ حتى أغاثه الواحد القهار بملايين العيون تبكي معه، وملايين القلوب ترجو الله أن يربط على قلبه، وملايين الأكباد تتقطع على فقيدةٍ عبر عن مكانتها في حياته بتغريدة تقول «حين رحلتِ أدركتُ أني لا أستحقك»! ثم بث مقطعًا مصورًا يوصي الآباء بأن يحبوا أبناءهم قبل فوات الأوان!



وهو بذلك يضرب دعاء عجائزنا القصيميات تحديدًا (الله لا يبيَّن الغلا)! لماذا لا يبين (الغلا) إلا في المصائب (يا كافي)؟ متى عرفنا محبة الناس للفنان والصحافي الجميل (صالح العزاز 2002)؟ وتطول القائمة لتشمل الفنان المسرحي (نضال أبونواس)، و(محمد البريدي)، و(عمر المضواحي)، و.. و... كلهم لم يعرف الناس (غلاهم) إلا بعد أن دفنوهم؛ أما (العودة) فهل كان يتوقع أن يكون له كل هذا (الغلا) وهو حيٌّ؟!!



ولكنه مهما تلقى من عبارات العزاء؛ فلن ترقى إلى تعزية الدكتور (تركي الحمد)، التي وثقها الباحث الزميل (وحيد) جيله (الغامدي)؛ في رسالة (تقاصصتها) وسائل (التفاصل) و(التناصل) و(التسافل) و(التشامت) الاجتماعية، و(تلاصقتها) دون نسبتها إليه؛ ما عدا أستاذتنا الفخمة الدكتورة (لمياء باعشن) ـ فيما وصلنا ـ وفيها يقول «كان الدكتور تركي الحمد من أوائل المعزين المواسين في الساعات الأولى... قائلًا له: إن كان يعزيك هذا فقد فقدت اثنين من أبنائي وزوجتي وكان الألم شديدًا صبّرك الله»!



ويشير (وحيد) إلى أن الدكتور (تركي) فقد ابنه (طارق) في التسعينات الميلادية ـ والأرجح في الثمانينات ـ ثم ماتت (أم طارق 2005). وفي عام (2012) فقد ابنه الثاني (حمد)!

ورغم أن الدكتور (محمد العريفي) كان من أول المعزين له؛ إلا أن (الشماتة) باسم الدين كانت أكبر؛ كما حدث في جنازة الفنان الكبير (بكر الشدي 2003)!



وكنا نعتقد أن هذا الاحتقان (الآيديولوجي) قد تلاشى، إلى أن فجعنا بحادثة (إسطنبول) في رأس السنة!! فتنفست بعض (الأضغان) التي لن تجد لها مرجعًا غير (أبي لهب)؛ حين شمت بصفوة الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووصفه بـ(الأبتر)؛ لموت ولديه الذكرين (القاسم والطيب)!!!!!!!!





[email protected]